فن وإعلام

ماريا لالواز.. اسم استطاع أن يثبت جدارته

فؤاد زويرق ( ناقد سينمائي )
أكيد أننا ننتقد الأجواء غير الصحية التي تمر بها عملية انتاج الدراما لدينا، وننتقد الطفيليين الذين تسلطوا أو بالأحرى سُلطوا على الابداع بكل أنواعه من تشخيص واخراج وكتابة... لكن في نفس الوقت كلما ظهرت لدينا بؤرة ضوء تشبثنا بها، وكلما طفى اسم من الأسماء الى السطح شجعناه وصفقنا له ورفعناه عاليا، طبعا هناك الكثير من الممثلين المزيفين الذين تسسلوا الى هذا الميدان من ثقوب حفرها بعض الفسدة في جدار الابداع عنوة ومع سبق الاصرار والترصد لمصالحهم الشخصية، لكن رغم ذلك هناك ممثلون حقيقيون يناضلون داخل هذه الأجواء ويقاومون ويجتهدون ليمنحوننا لحظة من المتعة ونحن نشاهد ونتابع تشخيصهم الجاد والمتقن، مسلسل بين القصور رغم ملاحظاتي عليه، يبقى هو المسلسل المغربي الوحيد في هذا الموسم الذي وظف طاقما فنيا قويا متنوعا جمع أسماء من أجيال مختلفة، وأسماء جديدة، وأخرى قليلة الظهور، هذا الطاقم منح العمل امتيازا مهما ميزه عن باقي الأعمال، ذكرت بعض الأسماء في الأيام الماضية، واليوم سأقف عند اسم آخر تميز في هذا المسلسل، اسم يقوم بدور شخصية مهمة ورئيسية، اسم استطاع أن يثبت جدارته بين أفراد هذا الطاقم، هو ماريا لالواز، فنانة لم تسقط بالمظلة كما أخريات، ولم يقتنصها أحدهم من داخل التك توك ولا انستغرام، كما أنها لم تستهلك الى درجة التقزز، هي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، سبق لها أن خاضت تجارب متعددة، لكن هنا في هذا العمل وُفرت لها مساحة كافية استغلتها وفرضت نفسها بقوة وخصوصا أنها تقف أمام ممثلين محترفين لديهم حضور وكاريزما قوية، وربما هذا الذي جعلها تسطع بينهم، فكلما كانت المنافسة قوية كلما كان الاجتهاد والطموح كبيرا، ماريا لالواز تمكنت من خيوط الشخصية وتألقت في نقلها إلينا بحركاتها ونظراتها وطريقة كلامها، كما أن الفعل ورد الفعل بينها وبين باقي الشخصيات كان ممتازا ومقنعا جدا، أكيد أن ماريا لالواز ستربح التحدي داخل هذه التجربة الجديدة، وستخرج منها بإضافة مهمة تعزز مسارها الإبداعي.