أن تدافع على الوحدة الترابية عبر ردهات وأروقة المقرات الدولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن سياسيا ودبلوماسيا هذا ليس فيه مجال للشك، لكن أن يتطور الأمر لما هو رياضي فهنا يقتضي الأمر الكثير من الدفاع و الحزم في الموقف الوطني، فالتعبئة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية تظل على رأس أولويات العمل الدبلوماسي بشقيها، الدبلوماسية السياسية و الدبلوماسية الرياضية و ارتباطها الجدلي بالثقافي أيضا إن صح القول.

إذ يمكننا التأكيد على أن الرياضة أصبحت القوة الناعمة للدول وحصانها الرابح في سياستها الخارجية فإما أن تكون وطنيا أو لا تكون.

ما وقع في مبارة نهضة بركان واتحاد العاصمة برسم نصف نهائي كأس الاتحاد الافريقي لهو كفيل لكي نتعرف أكثر على من حشرنا الله معهم بالجوار، نتفهم حالة الفوضى والارتباك داخل النظام الجزائري الذي يفقد يوما بعد يوم مصداقيته على مستوى الداخل، لكن أن يكون تأثير قميص رياضي يحمل خارطة وطن له كل هذا الزخم ويتسبب في زعزعت وهيجان (أقوى) ركائز نظام الكابرانات فهنا نتوقف قليلا للحديث أولا عن هذا الخراب السياسي الذي حل بهم منذ تنصيبهم لأنفسهم طرفا في الصراع رغم انهم في مقرات الأمم المتحدة ينكرون هذا الأمر لكن ظاهريا الكل على علم أن الجزائر تدعم ميليشيات الكيان الوهمي المرتزقة من خيرات الشعب الجزائري من تسليح ولوجيستيك وغيره، هذا الأمر بادي للجميع في شخص الشعب المفقر وكذلك المنتظم الدولي الذي ضاق ذرعا لبعض الممارسات المشينة وٱخرها وليس ٱخرها ما وقع على المستوى الرياضي، وما جناه تصرف فريق اتحاد العاصمة بإيعاز و أوامر من المخابرات الجزائرية من ردود افعال لم ترضي الجميع.

ولأن من يرتكب الخطأ الجسيم يستحق العقوبة فكانت خسارة المباراة على مستوى كرة القدم ذهابا وإيابا أمرا واقعا رغم أنهم خسرو المباراة السياسية منذ زمن طويل. 

حيث شابت العلاقات بين المغرب والجزائر عدة مواجهات منذ استقلالهما، مثل حرب الرمال عام 1963، وحرب الصحراء المغربية 1975-1991، وإغلاق الحدود الجزائرية المغربية عام 1994 كلها تفوق فيها المغرب سياسيا وعسكريا و دبلوماسيا.

لعل الإشادة الأخيرة للمملكة المغربية بتبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم 30 أكتوبر 2023، القرار 2703 المتعلق بقضية الصحراء المغربية، والذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة، إلى غاية متم أكتوبر 2024 يبرز العمل الجاد و العقلاني في معالجة هذا الملف حيث يأتي هذا القرار في سياق يتسم باستمرار الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. 

وجب التأكيد على أن الدعم الدولي المتنامي من حوالي مائة بلد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفتح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة بالعيون والداخلة، وعدم اعتراف أكثر من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي، فضلا عن النهضة التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يكرس فعليا المقاربة التي تنهجها المملكة في معالجة هذه القضية.

بالرجوع لمعرض حديثنا لا بأس من تذكير البعض أن فريق نهضة بركان الفريق الوطني الذي دافع كما يدافع كل المغاربة عن وحدتهم الترابية الوطنية، ينتمي الى مدينة ٱوت جل قيادات جيش التحرير الجزائري إبان مرحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر بهذا نظام العسكر أساء بشكل بليغ لمدينة بركان التي احتضنت الثورة الجزائرية و تنكر لفضل المغاربة

‏ على الجزائريين خصوصا من سكان مدينة بركان الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل استقلال الجزائر. 

فقيادة الثورة الجزائرية ومراكز التدريب كانت ببركان ومأكل و مشرب جل هذه القيادات كانت تستفيد من كرم ساكنة المنطقة الشرقية وجدة وجرادة وجدير بالذكر احتضانهم للاجئين الجزائريين أيام الاستعمار والدور الذي لعبه المغرب وهاته المناطق بالضبط في دعم النشاط الاجتماعي لمجابهة المستعمر الفرنسي طبعا هذا على ضوء ما دونه الأستاذ لعرج جبران أستاذ بجامعة سعيدة.

وفي مايلي بعض المعطيات مما كتبه ودونه لعرج جبران"على بعد 60كلم جنوب شرق وجدة نجد جرادة وقرية سيدي بوبكر مركز منجمي الذي التف حولهم عدد من اللاجئين ينتمون إلى قبائل معروفة أسماؤهم زاولو نشاط الفلاحة و الزراعة انتشرو على مقربة من واد تارت بينما البعض عاش حياة رعوية باتجاه تيولي انطلاقا من هذه القرية باتجاه الجنوب نجد قبائل مهاجرة يتواجدون بقنفودة وجرادة.

انطلاقا من هذا التوزيع الجغرافي للاجئين يتضح جليا ان تمركزهم كان حاضرا في المراكز القريبة من الحدود ففي وجدة حوالي 6193 لاجئ بينما في جرادة وسيدي بوبكر حوالي 16400 لاجئ و أحفير 17053"

فهل هذا هو جزاء الإحسان بأن يتفوه (مسؤول أمني كبير) ويخاطب رئيس النهضة البركانية و بعثة الفريق بالقول: 

"Vous êtes refoulé"

هي طريقة سيئة جدا في التواصل و التعامل تبين حالة التردي و الارتباك لهذا النظام المتهالك وتخبطه في دعم كيان وهمي لا أساس له نهائيا لأنه وبكل واقعية 

الصحراء في مغربها و المغرب في صحرائه.