كيف يمكن لبلد يسوّق لنفسه كقوة صاعدة أن يظل فيه مواطن يصرخ فقط من أجل قطرة ماء؟
كيف يُعقل أن يظل الحق في التطبيب وحماية الكرامة، وهما صلب مشروع الحماية الاجتماعية، مجرد مطالب معلّقة بدل أن يكونا مكاسب مُجسَّدة؟
كيف تُصان كرامة المرأة المغربية إذا كانت لا تزال تُعاني في ظل مبدأ دستوري واضح ينص على المساواة والمناصفة؟
كيف لمواطنين في أكادير وغيرها من المدن والمداشر أن يُواجَهوا بالقمع لمجرد أنهم نظّموا وقفة احتجاجية سلمية للتعبير عن مظلمتهم، في وقت يقرّ فيه الدستور بباب كامل للحريات والحقوق الأساسية؟
وكيف لبعض أبناء الحوز، الذين ضربهم الزلزال وألهموا العالم بصبرهم، أن يبقوا إلى اليوم بلا سقف يحفظ كرامتهم، رغم الرعاية الملكية المباشرة وتعليمات واضحة بالإسراع في إيوائهم؟
كيف يُقبل أن تستمر الفوارق الصارخة بين المدن والقرى النائية وبمنطق السرعتين وبعيدا عن العدالة المجالية، حيث يظل الحق في التعليم اللائق والصحة الأساسية حلمًا بعيد المنال؟
كيف يُعقل أن يبقى شباب حاملو الشهادات في طوابير البطالة بينما تتفاقم مظاهر الريع والفساد بلا ربط فعلي للمسؤولية بالمحاسبة؟
كيف يمكن لأسَر تكابد غلاء المعيشة يوميًا أن تحافظ على قدرتها الشرائية في غياب حماية حقيقية ودائمة؟
كيف يمكن أن تُمنع وقفات سلمية أو تُهمَّش أصوات مدنية جادة، في وقت يزخر فيه الدستور بضمانات الحرية والمشاركة؟
وكيف يُعقل أن يعيش مواطنون في أحياء صفيحية أو بيوت واهنة لا تليق بكرامة إنسانية، في بلدٍ يرفع شعار التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية؟






