مجتمع وحوداث

الحنان يبكي مثل القسوة... المتشردة التي داعبت طفلها وتجاهلت قساوة الشارع

كفى بريس

هذا من ذاك، الحنان يبكي –بضم الياء- والقسوة أيضا، لكن أن يجتمعا معا فتلك لحظة على العين أن تستعد لها، وأن تنعش ذاكرتها بكل ما إنهمر من دموع طيلة سنوات لشلال جديد.

الصورة التي تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تظهر فيها سيدة تعيش متشردة، إفترشت لحافا مباشرة فوق الرصيف، وإستلقت على ظهرها وحملت طفلها عاليا بأقدامها تداعبه وتلاعبه وتحاول أن تنسيه وحشة الشارع، بحميمية الامومة.

ملتقى العواطف، الاولوية للمحبة طبعا، تمر القسوة بطيئة فهي تحب أن تمكث فوق الصدور، لكن حنان هذه السيدة المتشردة كان أقوى، وأبهى وأدفأ، جعل من لحظة الم لحظة امل، ومن لحظة وحشة لحظة ألفة.

الصورة التي إنتشرت، ومعها تعليقات المغاربة كلها أسف وألم، تعبر عن ذلك الإنسان فينا الذي يعيش للأخر و بالأخر.

حملة لجمع التبرعات بدأت والاكيد انها ستصل إلى هدف نبيل وهو إيجاد مأوى لسيدة إمتصت قسوة الحياة ومنحت المحبة لطفلها..