على باب الله

منين لحكت عليك آ وجهي قمشوك لقطوط

المصطفى كنيت

تتعرض "صورة" السياسة لضربة موجعة تلو الضربة، هذا في وقت يحتاج فيه المجتمع لقيام الأحزاب بالمهام المنوطة بها دستوريا أكثر من أي وقت مضى، لكن وكما يقول المثل الشعبي: " منين لحكت عليك أوجهي قمشوك لقطوط ".

و في الأسبوع الماضي فقط، تابع المغاربة، كيف أصر وزير الصحة أنس الدكالي على البقاء في الحكومة، و حتى عندما فشل في إقناع أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية بالتصويت لصالح الاستمرار في الأغلبية، اتهم رفاقه في الحزب بـ "التزوير"، و لم يلبث أن قدم استقالته من المكتب السياسي للحزب.

كما تابعوا، مع كامل الأسف، المواجهات العنيفة، التي دارت رحاها بين "عناصر" شبيبة الحركة الشعبية بالمقر العام للحزب بشارع " باتريس لومومبا"، و التي استدعت تدخل الأمن، لفض النزاع الذي وصل إلى الزنقة، أمام أعين الأمين العام.

في كلتا الحالتين، تحكمت المصالح الذاتية، ليس إلا...

فالدكالي، الذي عوض رفيقه في الحزب الحسين الوردي بعد إعفائه، كان يعد العدة لتولي الأمانة العامة للحزب، من باب الوزارة، و خلق "الزبناء" الذين سيروجون له و سيصوتون  عليه، في الإعلام من خلال تلك العقود المعلومة، التي كانت تروم "تبيض" وجهه، باستعراض "المنجزات" التي حققها، أو تمرير الرسائل كما حدث خلال اللقاء الذي عقده الاثنين (7 أكتوبر)، رغم أن المغاربة ما زالوا يموتون عند أبواب المستشفيات،  وفي الحزب، بتوزيع المناصب على الموالين له من "الرفاق"، وأشهرهم ذلك القادم من زنقة أم الربيع...

أما شبيبة "السنبلة"، فقد تفرقت بها السبل، و أصبحت أداة طيعة، في أيادي قياديي الحزب، يريد  كل واحد منهم أن يبسط عليها نفوذه لكل غاية مفيدة.

لذلك لا ينبغي اتهام  الوزير الأعرج بتسخير من يفسد "الحفل"، لأن الحفل "فاسد" أصلا.