عندما داهمه المرض العضال، لم يكن ليضعف، لم يكن إلا ذا عزيمة قوية، وأصر على أن يتحامل على نفسه، موزعا وقته بين المستشفى و المنزل، لقد ظل مخلصا لرسالته حتى آخر لحظة...
كنا نحبه كلنا، ونتمنى أن ينتصر على المرض وعلى القدر، ولكن لا مفرّ مما هو أكبر من أمنياتنا، ومن تمنياتنا. رحل سي حسن وخلف في أرواحنا حسرة، وفي قلوبنا وجفة، وفي أقلام رجفة، وفي عيوننا دمعة حرّى تترك أثرها في عيوننا التي ستشتاق رؤيته. فلم يعد هذا الرجل الطيب بيننا، ستشتاق أفكارنا وأسماعنا حديثه المتتابع الناضح بنبرته القوية الواثقة....
وداعا أيها الرجل الجبل الذي لم يفلح المرض أن يهدمه في نفوسنا وإن رحل عن هذه الفانية، فالناس بمواقفها، ستبقى حيا بيننا...
توفي مضياف، مواليد عام 1957 في إحدى المصحات بالدارالبيضاء، يوم 30 يناير 2013 بعد معاناة مريرة مع المرض، لم تتدخل فيها أية جهة لمساعدته او تقديم يد العون لأسرته، لكنه صنع لنفسه مكانة خاصة بفضل تعبيره الجسدي المميز، وتلقائيته في الأداء التي مكنته من كسب شعبية واسعة واعتراف من الجمهور بقيمته الفنية داخل الأوساط المهنية.
وطالما أكد الراحل حسن مضياف أن “واقع العديد من الممثلين المغاربة مرير على نحو لا يرقى بمكانة الفنان، كما يحق له أن يكون، خاصة أنه يمثل جمهوره ويرصد همومه وقضاياه”.
الرحمة والمغفرة والجنة يا أبا خولة و عبد الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون...






