لن تنفع تطمينات الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، المواطنين، بجودة لحوم و جلود الأبقار المستوردة، خاصة تلك القادمة من البرازيل، والتي قضت أيام طويلة على ظهر باخرة، كي تصل إلى ميناء الجرف الأصفر، صفراء اللون، منهكة، تبدو عليها علامات الضمور، و كأنها: "بقرات عجاف"، ( لن تنفع) في إقناع المغاربة بالإقبال عليها، صفا صفا، حتى ولم لم يجدوا لحما يقدمونه كـ "شهيوة" لضيف عزيز، لأنهم تعودوا على أكل "المحمّر" و "المجمّر"، حتى حين عندما لا يكون عندهم ما ينفقون.
ولا يهم المغاربة، أن جميع الأبقار المستوردة يتم افتحاصها مخبريا و التأكد من سلامتها، لأن هذه المقتضيات تفرضها القوانين، و يقوم بها " أونسا" باعتباره الجهة المسؤولة عن السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وحتى عندما توجه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان إلى سوق "حد العرب"، فقد اشترى اللحم بـ 75 درهما، من دون أن يفكر في "السلامة الصحية"، لأنه اشترى من لحم عجل محلي أصيل، ولا من لحم بقرة مستودة.
و لا أحد يشكك في جودة تلك الأبقار، القادمة من ذلك البلد، الذي ذكر الناطق الرسمي اسمه من دون الدول الاخرى، رغم ما أثارته صور أبقارها من سخرية لدى المواطنين، بسبب لونها، الذي لا لون له، و شكلها، الذي يجعلها اقرب إلى " الجاموس"، و قرونها التي لا تصلح لصناعة مشط، و ضلوعها التي تبرز من تحت الجلد.
لقد عاف الذي شاهدوا الصور، تلك الأبقار، حتى قبل أن يصبح لحمها متاحا في المجازر أو محلات الجزارة، لسبب بسيط هو أن: " لمغاربة تياكلو بعينيهم"، و الذوق يبدأ بالنظرة، و العين هي مدخل لشهوة البطن، حتى لا نقول باقي الشهوات في هذا الشهر الكريم.