فن وإعلام

الأعمال الدرامية المغرببة تقتل مواهب مدراء تصوير و مخرجين

فؤاد زويريق( ناقد سينمائي)

 

لدينا مديري تصوير محترفين وبموهبة عالية جدا، وتظهر موهبتهم في الاعمال السينمائية خصوصا، سواء مغربية كانت أو أجنبية، وهم معروفون بالإسم.

 لكن هذه الموهبة للأسف تقل أو تضيع عندما يشتغلون في الأعمال الدرامية المغربية.

 لدينا مخرجين تألقوا سينمائيا ولديهم أعمال تشهد على كفاءتهم في فن الإخراج، لكنهم بمجرد خوضهم تجربة الاخراج في الاعمال الدرامية نجدهم مثلهم مثل الباقين أو أفضل منهم قليلا، لدينا ممثلين ومشخصين رائعين جدا نستمتع بموهبتهم فوق خشبة المسرح، أو على الشاشة الكبرى لكن أغلبهم  يفقد البوصلة وتضيع موهبته ويفشل داخل الاعمال التلفزية ويصبح وكأنه لم يمثل أبدا، بل حتى بعض شركات الانتاج أو بالأحرى منفذي الانتاج، شركات كبرى انتجت اعمالا متميزة لكنها تلفزيا لا تصدر لنا سوى التفاهة والرداءة، كشركة عليان للإنتاج مثلا لصاحبها المخرج المغربي نبيل عيوش، المتواجدة دائما في سوق الدراما المغربية،  نبيل عيوش الذي يتفنن ليخرج أفلامه السينمائية الخاصة والافلام التي يشرف على انتاجها بأجمل وأفضل حلة، وخصوصا تلك الموجهة الى الجمهور الغربي والمهرجانات الدولية، نجده للأسف في التلفزيون يصدر للجمهور المغربي أعمالا فاشلة وتافهة وبائسة، شركة الانتاج المغربية ''dune films'' المتواجد مقرها في مراكش والتي شاركت في تنفيذ انتاج مسلسلات وأفلام عالمية كGame of Thrones وفيلم  Napoleon الأخير، وKingdom of Heaven، وThe Mummy، وJohn Wick وغيرها من الأعمال الضخمة والمعروفة، عندما خاضت نفس الشركة تجربة انتاج مسلسل مغربي انتجت لنا مسلسلا لا يقل رداءة عن باقي الاعمال المنتجة كل موسم رمضاني، بل حتى الشركات الأجنبية عندما دخلت الى المغرب واصبحت تنتج اعمالا درامية لصالح قنوات عربية وأخص بالذكر قناة MBC  لم تحد عن نفس الوصفة المغربية بضعفها وهزالها، رغم أنها تنتج أعمالا غاية في الروعة في دول عربية اخرى كمصر مثلا.

 وأتكلم هنا عن (صباح إخوان) أو شركة Cedars Art Production التي أنتجت لنا أعمالا عربية مهمة ومتميزة من بينها مسلسل ''صلة رحم'' واحد من أهم أعمال هذا الموسم إن لم يكن أهمها، وغيره من أعمال تتألق هذا الموسم وتألقت في المواسم السابقة، إذاً المشكل ليس إبداعيا بالدرجة الأولى، لدينا مواهب كبيرة في الاخراج والتشخيص والتصوير... وليس ماديا أيضا فالدولة توفر ميزانية مقبولة لانتاج اعمال جيدة أو على الأقل محترمة، بل حتى الشركة الأجنبية/العربية التي ذكرت والمعروفة باعمالها الجيدة لم تفلح في انتاج عمل مغربي واحد على نفس مستوى اعمالها العربية، المشكل بالأساس بنيوي يهم المنظومة ككل، المنظومة الفاسدة المخوخة التي لن ينصلح حالها إلا بالهدم ثم البناء مجددا، وهناك للأسف من يعرقل اصلاحها من الداخل لمصالح خاصة وضيقة، وقد سبق لي ان ذكرت في منشورات سابقة وبإسهاب المشاكل والعراقيل التي تعصف بهذا القطاع وذكرت معها الحلول.