كشف وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن أرقام مقلقة تعكس المخاطر والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في إفريقيا، مشيرا إلى أن الأخيرة مطالبة بتموقع استراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي، لمواجهة التهديدات الأمنية ولتعزيز التنمية الاقتصادية.
وأفاد بوريطة خلال ندوة عقدها عقب ترؤسه لاجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي ناقش موضوع "الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا"، بأن نسبة مقاطع الفيديو المزيفة ارتفعت بنسبة 900 في المائة منذ عام 2019، كما زادت الهجمات الإلكترونية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بنسبة 300 في المائة بين 2019 و2022، فيما استخدمت 40 في المائة من الجماعات الإرهابية طائرات بدون طيار في عملياتها، وتأثرت 47 دولة إفريقية بحملات التضليل خلال عام 2023، ما أثر على استقرارها السياسي ومساراتها الديمقراطية.
وأضاف أن القارة الإفريقية مطالبة بتموقع استراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لمواجهة التهديدات الأمنية التي قد تنجم عن سوء استخدامه، بل أيضًا كوسيلة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاستفادة من التحولات الرقمية العالمية، موضحا أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبرى يمكن أن تساهم في نمو الاقتصاد الإفريقي، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يضخ 15.700 مليار دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأن يرفع الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المائة، فضلًا عن إمكانية تسريع النمو الاقتصادي لبعض الدول بنسبة 40 في المائة.
ومع ذلك، شدد بوريطة على أن إفريقيا تواجه تحديات كبرى تحول دون تحقيق هذه الاستفادة، حيث إن 60 في المائة من سكانها لم يلجوا بعد إلى الإنترنت، ولا تمتلك سوى أقل من 2 في المائة من البيانات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، فيما لا تتجاوز نسبة المواهب الإفريقية في هذا المجال 1 في المائة عالميًا.
ولتجاوز هذه العقبات، أعلن الوزير عن مجموعة من التدابير التي يقترحها المغرب، من بينها إحداث صندوق إفريقي للذكاء الاصطناعي، ووضع استراتيجية قارية لجمع البيانات وتثمينها، وإطلاق برامج تكوين مكثفة لإعداد نخبة إفريقية متخصصة في هذا المجال. كما أبرز أن المغرب، باعتباره رائدًا في هذا القطاع على المستوى القاري، باشر عدة مبادرات، مثل استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، التي تهدف إلى تكوين 100 ألف موهبة سنويًا، وبرنامج وطني لتعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب احتضان المملكة لأول مركز إفريقي تابع لليونسكو مخصص للذكاء الاصطناعي.