في يوليوز الماضي غادر الحكم الدولي المغربي والخبير في مجال التحكيم، إسماعيل الفتح، المغرب عائدا إلى أمريكا، من دون أن يصدر أي بلاغ رسمي يشرح أسباب تخليه عن المهمة التي كلفته بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمتعلقة بإجراء خبرة شاملة لمنظومة التحكيم الوطني.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن الفتح قرر العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليواصل مساره المهني، مرجحة أن يكون قد اصطدم بعراقيل حالت دون تنزيل مشروعه الإصلاحي على أرض الواقع.
وكان من المنتظر أن يقدم الفتح خلال فترة عمله مقترحات لإرساء منظومة أكثر شفافية وفعالية، غير أن مساره اصطدم ـ حسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ـ بعقبات داخلية وكواليس عرقلت تنفيذ برامجه، في وقت كانت الآمال معقودة على خبرته الدولية وتجربته الطويلة لتطوير التحكيم الوطني.
ويأتي قرار الفتح في سياق متوتر، حيث أثارت مباراة الكلاسيكو الأخيرة التي جمعت الرجاء الرياضي بضيفه الجيش الملكي جدلاً واسعاً حول التحكيم. فقد أعلنت المديرية التقنية الوطنية للتحكيم عن توقيف حكم المباراة محسن السوردي لمباراتين، والحكم المساعد في تقنية الفيديو عبد المنعم بسلام لثلاث مباريات، وذلك على خلفية الأخطاء التحكيمية التي وُصفت بأنها "لم ترق إلى مستوى التطلعات"، خلال الجولتين الأولى والثانية من البطولة الاحترافية INWI.
وكانت الجامعة قد قدمت إسماعيل الفتح يوم الثلاثاء 18 مارس 2025 بمقرها بالرباط، في حفل رسمي حضره ممثلو العصب الوطنية وأعضاء المديرية الوطنية للتحكيم واللجنة المركزية للتحكيم، حيث أوكلت إليه مهمة تشخيص مكامن القوة والضعف واقتراح سبل تطوير المنظومة التحكيمية.
ويُذكر أن إسماعيل الفتح، المزداد بمدينة الدار البيضاء سنة 1982، غادر إلى الولايات المتحدة في سن الثامنة عشرة، حيث بدأ مساره التحكيمي سنة 2011، قبل أن يحصل على الشارة الدولية سنة 2016. وقد شارك في أبرز المحافل الكروية العالمية، من بينها كأس العالم تحت 20 سنة 2019، وكأس العالم للأندية 2019، ومونديال قطر 2022، إضافة إلى مباريات في الدوري الأمريكي للمحترفين والكأس الذهبية للكونكاكاف.
ويطرح رحيل الفتح عن التجربة المغربية علامات استفهام كبيرة حول مستقبل مشروع إصلاح التحكيم، خصوصاً في ظل تزايد الجدل والانتقادات حول أداء الحكام في البطولة الوطنية.






