رياضة

ذاكرة فريق كريان سنطرال الـ”طاس”

كفى بريس

العربي الزاولي... كان يموت جوعا من أجل إشباع بطون اللاعبين والمدرّبين.. وكان يبيع أثاث المنزل لتأمين مصاريف رحلات الفريق و كان يوفر الشغل للاعبين ويترك فلذات كبده عرضة للبطالة»...!

 

نجا العربي الزاولي، الأب الروحي للاتحاد البيضاوي، من الموت العام 1984، بعد أن استبدّ به المرض وحوله إلى أسير في مستشفى متعدد الاختصاصات. كان الرجل يستعجل العودة إلى الحي المحمدي لأنه لا يقوى على العيش إلا إذا تنفس هواء كريان سنطرال، المتاخم لملعب الطاس، الشهير بلقب “ملعب الحفرة”.

 

غادر رئيس الاتحاد البيضاوي سرير المرض، لكن الطاقم الطبي أكد لمقربيه أن الرجل عائد، لا محالة، إلى سريره لأنه مرتبط وجدانيا بفريق الحي المحمدي. وبعد ثلاث سنوات، عاد العربي إلى مصحة درب غلف بعد أن اشتد مرضه”.

 

عانى الفقيد من ضغط رهيب وأكد التقرير الطبي عدم تحمله الصراعات التي كان يشهدها فريق الحي المحمدي، ما أثر على سريان الدم في دماغه وأوقف حركة المخ، كنتيجة حتمية للمؤامرة التي حيكت من طرف عبد الرزاق أفيلال وقائد مقاطعة بالحي المحمدي من أجل انتزاع الفريق من بين يدي الراحل».

 

ورغم أن الراحلة سميرة الزاولي، نجلة الفقيد، ربطت الوفاة بمرض عضال في الجهاز التنفسي «كان والدي رحمه الله مدمنا على تدخين السجائر، خاصة نوع ثريا، وكان يستهلكها بشراهة، غيرَ عابئ بتحذيراتنا، بمعدل ثلاث علب في اليوم الواحد»، فقد نفت أن تكون الوفاة نتيجة شراهة في التدخين أو ما شابه ذلك، وأكدت أنه مات بـ«الفقصة»، جراء تكالب رفاق الأمس عليه..

 

لقد جرّده الراحل أفيلال، بتواطؤ مع بعض اللاعبين من الاتحاد البيضاوي، بعد الانقلاب الشهير لسنة 1988 الذي أريد به سحب البساط من تحت أقدام العربي الزاولي من كل ما يربطه بـ”الطاس”، بل إن قائد مقاطعة الحي المحمدي داهم يوما “تيران الحْفرة”، واعتقل نادل مقهى الملعب بعد أن دس شخص غريب قطعة مخدر في الدرج.. كما حاولت شاحنة تابعة لجماعة عين السبع، التي يرأسها عبد الرزاق أفيلال، هدم جدار المقهى، نكاية في العربي الزاولي.

 

ظل الزاولي يردد، بعدما كبرت نوايا «الانقلابيين»، أنه لن يغادر الملعب إلا محمولا على نعش إلى المقبرة، وهو ما وقع يوم 13 أبريل من العام1987، حين التحق بالرفيق الأعلى وفي قلبه غصّة وجرح عميق، جراء تنكر فئة من أبناء الحي للأب الروحي للـ”طاس”.

 

لنتذكر فقط...

مات بّا عرّوب، كما يسميه أبناء الحي، وعلى صدره وسام الرضى من الدرجة الممتازة سلمه له الملك الراحل الحسن الثاني في العام 1971، واعترافا من السلطات الرياضية بدوره في تنمية الكرة في المنطقة وجعلها مورد رزق لكثير من الأسماء، قبل أن تظهر فلسفة “التنمية البشرية” بسنوات.