فن وإعلام

الوزير بنسعيد رجل من حديد

عبد المجيد الحمداوي (صحفي)

فضلت أن لا أتحدث عن البرنامج الخواري، الذي أداره الزميل بولحسن على القناة الثانية، وخصص له عنوان واضح ومفضوح: النقاش حول قانون الصحافة، تنظيمي، أم مصلحي، واستضاف إلى جانب الوزير بنسعيد، زملاء وفي نفس الوقت أصدقاء، كل واحد من موقعه، منهم من يمثل المجلس الوطني المؤقت، ومنهم رئيس النقابة و الآخر رئيس فيدرالية الناشرين.

لا أقلل من وزن الزملاء، في الساحة الاعلامية، قبل المسؤولية، هم صحفيون، في منابر تنتمي إلى أحزاب الكتلة الديقراطية" الاتحاد الاشتراكي، حزب الاستقلال، والتقدم والاشتراكية"، وقبل الخوض في مخرجات التخوار في التعديلات، اصطف الوزير البامي إلى جانب الزميل عبد الله البقالي الاستقلالي، وكانت مواجهة النقيب اخشيشن الاتحادي مفضوحة، كما كانت تهدئة الأعصاب، مكشوفة مع الزميل الرئيس محتات التقدمي

والخلاصة، كل من تتبع النقاش الدائر نصف دورة بين المعارضة والأغلبية، لم يقشع حتى زفتة.. لا يهمه إطلاقا، أكانت اللجنة المؤقتة شرعية، أم خرجت من رحم المخزن الحكومي، ولا زالت تلعب في الوقت الميت، أكانت هي من ستنظم الانتخابات المقبلة أم غيرها، أم نترك الصحافيات والصحفيين، يغسلوا أوساخهم بصابون الكف، ويخرجوا لينا في أسرع وقت بمجلس ديمقراطي بالخف، أستكون الانتخابات فردية أم بالائحة، لا تخلق الفرق إذا ظلت المؤسسات الاعلامية تتعامل بمنطق رقم المعاملات، كل هذه الشبوقات وغيرها لم يهتم بها الرأي العام، لأنه شأن داخلي، مثله مثل هيئة الأطباء، والمحامين، والمهندسين وغيرهم من المهن الحرة.

نعم، الوزير بن سعيد كان من حديد، ما تقسامه معنا ليس جديد، اطلعنا عليه أثناء مناقشة القانون بمجلس النواب والمستشارين، واللجن البرلمانية، ومن خلال بعض التصريحات، لكن فعلا تفوق، لما سجل إصابة في مرمى النقابة، وخرج عينيه فالنقيب، قائلا، هل أنت مع الشخصنة أم مع المؤسسة. وانتهى الأمر، وعاد من البيضاء من يقطن بالرباط بذكريات سوداء.

فعلا، نجح البامي، في تشتيت ممثلي أحزاب الكتلة الديقراطية، وحقق مراده، نجح في تعويم النقاش حول لجنة الأخلاقيات التي لازالت ترخي بظلالها على الجسم الصحفي المعتل، ونجح في تلقيح الصحفيات والصحفيين، بلقاح "اسمع..واسكت" وبلا ما نقولو واللي تكلم يندم...

سير تضيم