سياسة واقتصاد

ندوة بالرباط تنكب على استكشاف الرؤية المغربية للمدن المستدامة والمرنة عبر الرياضة

كفى بريس (و م ع)
انكبت ندوة علمية، الخميس بالرباط، على استكشاف الرؤية المغربية للمدن المستدامة والمرنة من منظور شامل يربط بين التخطيط الحضري والتنمية المستدامة والرياضة.


وتأتي هذه الندوة بعنوان “رؤية مغربية للمدن المستدامة القادرة على المرونة.. التوافقات الاستراتيجية عبر الرياضة” في إطار الجلسة العلمية الختامية ضمن فعاليات الدورة السابعة لملتقى الإكليل الثقافي، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، تحت رعاية الملك محمد السادس، إلى غاية 25 دجنبر الجاري.


وفي هذا الصدد، تناول الكاتب العام لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة ومدير ملتقى الإكليل الثقافي، عبد المنعم بنعمر، نمذجة تدبير التدفقات في المدن التي ستستضيف كأس العالم 2030، مسجلا أن احتضان المغرب لهذا الحدث العالمي يشكل تحديا حضريا كبيرا يرتبط بارتفاع أعداد الزوار، وتزايد الطلب على الخدمات.


وأكد على أهمية تطوير نماذج مغربية خالصة لإدارة المدن، تعتمد على بيانات محلية، موضحا أن نمذجة تدبير التدفقات في المدن المستضيفة لكأس العالم 2030 تهدف إلى تنظيم الحركة البشرية واللوجستية دون التأثير على جودة حياة السكان، من خلال تحسين السلامة، وتدبير النقل، وتعزيز قدرة المدن على امتصاص ذروة الضغط.


كما أشار إلى دور التوأمة الرقمية “Digital twins” كنماذج رقمية دينامية للمدينة تسمح بمحاكاة السيناريوهات وتوقع الأزمات، مضيفا أن إنشاء منصة وطنية موحدة للمراقبة والتحكم يمثل خطوة أساسية، إلى جانب تعزيز النقل العمومي، واستخدام الإشارات الذكية، وتطوير تدبير الحشود، وتقنيات تحليل الفيديو للتنبؤ المبكر بالمخاطر، بما يضمن مدنا أكثر مرونة واستجابة لمتطلبات الأحداث الكبرى.


من جهته، أكد خبير الأمن السيبراني، الطيب الدباغ، على أهمية رفع جاهزية المغرب لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة في أفق استضافة كأس العالم 2030، مشيرا إلى أن الهجمات السيبرانية أصبحت تشكل خطرا مباشرا على البنية التحتية الرقمية للمدن، لا سيما مع اعتماد الملاعب ووسائل النقل وأنظمة البث على تقنيات حساسة.


وأشار الخبير إلى أن هذه التظاهرة الكروية العالمية يمكن أن تشكل فرصة لتطبيق حلول مبتكرة للأمن الرقمي، ووضع معايير وطنية متقدمة لحماية البيانات والأنظمة الحيوية، بما يضمن استدامة المنظومة السيبرانية ويعزز سيادة المغرب في المجال الرقمي.


من جانبه، استعرض الخبير في مكتب الدراسات الهندسية، لطفي بناني، الممارسات الفضلى في السلامة والتنقل الحضري للمدن المرنة، والتي تتمثل في التخطيط الحضري الوقائي، والمراقبة الذكية، وإدارة البيانات، والأمن السبراني، وتعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ، وكذا إدماج التكنولوجيا في الخدمات العامة.


وأبرز أن هذه الممارسات “لا يمكن أن تنجح بدون إشراك القطاع الخاص، وتمكين الخبرات المحلية، وتعزيز الاستثمارات المستدامة”، لافتا إلى أن المدينة المرنة هي “التي تضع الإنسان أولا، وتستخدم التكنولوجيا كوسيلة لا كغاية، وتضمن لكل فرد حياة آمنة، وتنقلا سلسا، ومستقبلا مستداما”.


وتتواصل فعاليات هذا الحدث المنظم حول موضوع “المدن الذكية المستدامة والحلول الرقمية المبتكرة لتعزيز مرونة النسيج الحضري”، بعقد جلسات علمية حول مواضيع تهم، على الخصوص، “الذكاء الرقمي في خدمة المرونة الحضرية”، و”المدن المستديمة والمرونة المجالية عبر البيانات”، إضافة إلى ورشات عمل تفاعلية وموضوعاتية وقراءات في كتب حديثة الصدور ومعارض فنية، فضلا عن هاكاثون يتمحور حول “الذكاء الاصطناعي والمدن المرنة 2030”.


تجدر الأشارة إلى أن ملتقى الإكليل الثقافي منصة فكرية متعددة الأبعاد تجمع بين أحاديث الثقافة في أبعادها المختلفة وكذا التكنولوجيا، والسياسات الحضرية، وتسلط الضوء على التحديات والفرص التي تتيحها المدن الذكية المستديمة في مواجهة التغيرات المناخية، والضغوط السكانية، والتحولات الرقمية.