قضايا

رهان خاسر لحكام قصر المرادية على صعود اليمين في الانتخابات الإسبانية

كفى بريس

جمال بورفيسي

اقتنصت الصحافة الدائرة في فلك  النظام الجزائري، خسارة   الاشتراكيين الاسبان  بقيادة بيذرو سانشيز في الانتخابات البلدية والجهوية، التي نظمتها إسبانيا الأحد

 الماضي(28 ماي3023)،  للتشفي في رئيس الحكومة الإسبانية وفي الاشتراكيين.

 وأبدى النظام  فرحته لخسارة الحزب الاشتراكي وتقديم موعد الانتخابات( يوليوز عوض دجنبر المقبل).

ينتظر النظام الجزائري بفارغ الصبر الانتخابات التشريعية الجديدة التي، وفق كل الاستطلاعات، سيفوز فيها اليمين الاسباني وهو ما سيفتح صفحة جديدة في العلاقات الاسبانية الجزائرية بعد أزمة غير مسبوقة، تسبب فيها دعم الحكومة الإسبانية  لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في  سنة 2007، لحلحلة ملف الصحراء المغربية.

 وكان من نتائج هذا الموقف أن جن جنون النظام الجزائري الذي بادر  إلى  تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة  بين الجزائر واسبانيا في العام 2002،  

 تنظر الجزائر بتفاؤل إلى فوز اليمين الإسباني في الانتخابات، وتنتظر إقدام الحكومة الجديدة المرتقبة  على تغيير موقفها من ملف الصحراء والتخلي عن دعم مبادرة الحكم الذاتي..

في سلوك ينم عن غياب التفكير الاستراتيجي والرؤية المتبصرة لواقع الأحداث ومجريات الأمور في عالم السياسة المعقد والمتشابك،  كشف النظام العسكري الجزائري، مرة أخرى، عن محدودية نظره  وضيق  أفق تفكيره... وهو ما تجسد في رؤيته للتطورات التي عرفها المشهد الانتخابي الإسباني الأخير.

فقد اندفع النظام العسكري، عبر أبواقه الدعائية، للحديث بحماس وتفاؤل شديد عن متغيرات جوهرية في اسبانيا، ستلعب لصالح الجزائر، متشفيا في الخسارة  الانتخابية 

لبيذرو سانشيز، رئيس الحكومة الاسبانية.، الذي وصفته صحافة النظام ب" العدو الأول للجزائر" دون مراعاة للضوابط المهنية والأخلاقية. 

أطلق النظام العنان لخياله واستيهاماته، ملمحا، بل متأكدا أن انتصار اليمين في الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت الأحد، سيدفع إسبانيا إلى تغيير موقفها من الصحراء المغربية!! هكذا وبكل سذاجة وبعيدا عن البراغماتية التي تؤطر مواقف الدول وعلاقاتها .

النظام العسكري في الجزائر يعتقد أن الموقف الذي عبرت عنه إسبانيا رسميا بشأن الصحراء المغربية الداعم لمقترح الحكم الذاتي، هو موقف "شخصي" لبيذرو سانشيز، او هو موقف الحكومة الاسبانية وليس موقف الدولة الاسبانية، متغافلا أن المغرب ، فيما يتصل بقضية الصحراء تحديدا، يتعامل بمنطق المبادئ التي تؤطر  تعامل الدول مع بعضها.

النظام الجزائري يكرر الخطأ نفسه  الذي ارتكبه في موقفه تجاه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حينما كان يعتبر هذا الموقف مجرد  تدوينة  نشرها دونالد ترامب في تويتر.

و حينما فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. تفاءل النظام خيرا، معتقدا أن الرئيس الجديد سيمحي بسرعة هذه "التدوينة" ولا يبقى لها أثر..

ولكن هاهي الولايات المتحدة الأمريكية تقترب من تنظيم انتخابات جديدة .. وما تزال " التدوينة" قائمة!!

اليوم يتكرر نفس السيناريو مع الانتخابات الاسبانية، وفي كلتا الحالتين  لن يحصد النظام الجزائري  سوى  خيبة  جديدة .... فاليمين الإسباني يعرف بأن ملف الصحراء المغربية مصيري بالنسبة للمغرب، ويعرف بأن المغرب يعتبره المنظار الذي بنظر به إلى العالم..ولا شك أن اليمين الإسباني مدرك لمخاطر المغامرة  بتغيير موقفه من الصحراء  وانعكاسات ذلك على مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية ...

أن إسبانيا تربطها بالمغرب علاقات استراتيجية تشمل المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية والثقافية...ولا يمكن لليمين أن "يقامر" بمصالح إسبانيا لإرضاء النظام الجزائري..

"