كان الأجدر بمن تولوا تدبير شؤون كأس إفريقيا للأمم 2025، التي تنطلق بعد أيام، ونرجو أن تكون الأنجح على الإطلاق عبر التاريخ، أن يعقدوا ندوة كبرى يقدموا من خلالها كل المعطيات الضرورية عن المناسبة، ويضعوا الرأي العام الوطني والقاري والعالمي أيضا في صورة ما أنجز، وهو مهم للغاية.
في خطابه أمام البرلمان، أوصى جلالة الملك، محمد السادس، بضرورة الإعلام بما ينجز، على اعتبار أن هنالك أشياء مهمة لا يتم الإخبار بها، وهو ما يمثل، في الواقع، قصورا من جانب المعنيين، ويؤدي، في النهاية، إلى غياب المعلومة، ومن ثم، إلى خلاصات غير موضوعية.
في تقديري، المتواضع للغاية، كان الأجدر بمن يدبرون المناسبة أن يفكروا في ندوات في كل بلد إفريقي ضيف هذه المنافسات القارية، بالتنسيق مع الخارجية المغربية، عبر السفارات والقنصليات، على أن تستثمر تلك الندوات بمعارض صغيرة، تقدم من خلالها ثقافة المغرب ومقوماته العديدة، بحيث تطبع، أيضا، مطويات (تتضمن معطيات عن البلد، وخريطته الكاملة، ومدن الكان، والمتاحف، والمناطق السياحية، والصناعية، والمستوصفات، والمواصلات، وغير ذلك من خدمات ومواقع الترفيه والشراء، والمطاعم، ووو)، يعرف منها الجمهور الواسع بلدنا، وعاداته، وتقاليده، ومقدراته السياحية والاقتصادية والبيئية، وغيرها.
إنها فرصة لا تتاح لك كل كرة. والمفترض أن مثل هاته الفرص لا يترك منها شيء إلا استغل أفضل استغلال، بما يعود على المملكة بكل الخير، ولاسيما من جانب الإخبار بما تملكه بلادنا من مقومات، تسهم، أثناء، ولاحقا، في جذب السياح، والمستثمرين، وكل راغب في التعرف على بلدنا، وزيارتها، ومحبتها.
مع الأسف، حتى في السوشل ميدا، وفي الإعلام العمومي، وفي الإعلام الآخر، الذي يدعم من الدولة، لم نكن حاضرين بما يتعين. أما رجال المال والأعمال، فلم نر منهم تحركا بقيمة الحدث، وكأنه لا يعنيهم إلا من حيث تلك الرؤية الضيقة جدا، حيث "الإشهار"، وما سيعود عليه به من أموال.
يا ناس، إنها مسألة استثمار في المستقبل. وهاته، بالذات، تحتاج إلى رؤية بعيدة المدى، بحيث تستغل كل شاذة وفاذة لجذب المنفعة للبلد.
سيقول لي قائل:"لمن تعاود زابورك أداود". وسأكرر له: قد سمعنا الله يقول ﴿وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ﴾ [الحج ٢٧]
صدق الله العظيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجميعن.






