الشّيء الأساسيُّ في الدراما ليْس هو صناعة سردٍ خطّي ومتسلسل زمنيًا انطلاقاً من قصّةٍ معيّنة، بلْ هو الجمْع والتوليف بيْن فعْلٍ رئيسيّ يبْني الأحداث، مع شخصياتٍ دائمة الحَرَكة والتشخيص، أيْ شخصيّات تقوم بالتشخيص لا بالتمثيل البارد. لا بُدّ أنْ يعرف مُخرجونا بأنّ هناك سَبَبيْن طبيعييْن يحدّدان الأفعال الدرامية: الحوار والطّبْع Le caractère.
قالها أرسطو قبْل قٌرون من الزمن. إنّ طبْعَ الشّخْصية لا يُوصَف لا بالسيكولوجيا ولا بالحوارات الخارجية، ولكن من خلال أفْعالها وتشخيصها. فلكيْ يكونَ للحواراتِ الدرامية معنى ومنطق، فلابد من اختبارها بالأفعال، كما يقول أخيلْ في قصيدة "إفيجيني" لراسين: "أنّ أضيّع الكثير من الوقت في خطاباتٍ تافهة، أنا في حاجةٍ إلى أفعال، وليس كلمات". لأنّ القصة ليست هي التي تصنع الشخصيات، بل الشخصيات هي التي تصنع القصة.