علقت هنا على كذبة كذبها توفيق بوعشرين بخصوص ثمن الليلة في غرف فنادق تطوان ومرتيل والمضيق، وهو الثمن الذي قال عنه بأنه أغلى من ثمن جناح ملكي في فندق خمس نجوم في لندن أو باريس.
وقلت في تعليقي بأنه لا ينبغي الكذب على الناس الذين لا يعرفون أثمنة الغرف في فنادق خمس نجوم في لندن وباريس، وقلت بأن الصحافي ينبغي أن يعطي المعلومة الدقيقة والخبر اليقين ضمن مسؤولياته المهنية والأخلاقية، وألا يقوم بتغليط الناس، لأن الخبر مقدس، والمعلومة تكون معززة بالدليل.
وقلت بأنني أعتبر أن كلاما مثل ذاك يدخل في إطار الكذب غير المقبول في مهنة الصحافة، بحكم أن الصحافي هو مصدر معلومة دقيقة بالنسبة إلى الناس، وليس مقبولا منه أن يتحدث مثل الأشخاص الذين يقولون كل ما يأتيهم إلى أفواههم من هرطقات وهم جالسون في المقهى يحكون عن الخرافات، بل إن كل ما يقوله محسوب عليه، وينبغي أن يعكس الحقيقة وأن يكون خبرا صحيحا، بالنسبة إلى المتلقي، خصوصا في إطار خطاب موجه للجمهور، يهدف إلى التنوير والإشعاع والتثقيف.
وأنا حين علقت على ما قاله، فليس لأنني أنكر وجود الغلاء، الذي كلنا نكتوي به، أو لأنني أقول بأن الحياة سعيدة وجميلة وكل شيء فيها رائع وعلى ما يرام.
بل كتبت ما كتبت، لأنني لم أستسغ ممارسة خطاب تغليطي موجه للجمهور، ولأنني لا أعتبر أن ما قيل حول أثمنة الغرف في فنادق مرتيل والمضيق وتطوان يدخل في إطار ما سماه البعض مبالغة مقبولة ويجوز استعمالها، لأن الصحافة والإعلام ممنوع فيهما ممارسة المبالغة على الإطلاق، بحكم أنهما ليسا جنسا أدبيا مثل الشعر أو الرواية أو القصة، مقبول فيها استعمال الخيال، وأنا أتحدث هنا من منطلق التخصص، ولا يهمني أي شخص لا يرغب في فهم هذا الأمر.
الصحافة هي علم يروم إعطاء الأخبار الصحيحة ويهدف إلى التربية على المعلومة الصحيحة.
الأمر محسوم، ولا نقاش فيه.
وأي واحد يريد أن يخاطب الناس من منطلق انه صحافي، ينبغي أن يحترم الأسس التي يقوم عليها علم الصحافة والإعلام.
أما إن كان يريد شخص ما أن يكون مناضلا أو حقوقيا أو معارضا سياسيا فينبغي ألا يخلط بين أمرين لا يمكن الخلط بينهما، وهما علم الإعلام، والبروباغندا التي تتم ممارستها بأي كلام.
هذا من جهة.
أما من جهة أخرى، فإن الذين انبروا للدفاع عن الشخص المذكور في تعليقاتهم على ما كتبت، واعتبروا أن الرجل مقدس ومناضل صنديد لا يأتيه الباطل لا من اليمين ولا من اليسار، ولا من الخلف ولا من الأمام، واعتبروا أنني أمارس التطبيل، فإنني أخبرهم بكل صدق، بأنني لم أكن أعتقد وأنا أكتب تلك التدوينة أنني أمارس التطبيل، وقد فتحوا عيني على فعل لم أكن أدري أنني أقوم به، لذلك فأنا سأشرع منذ اليوم في التطبيل فوق أي رأس من رؤوس هذه الفئة من خلال الرد عليهم بما يتماشى مع أسلوب الطبالة العظام.
فحذارِ من الطبال المتعطش للضرب فوق الجلود، إن وجد جلدة صلبة فوق رأس قنفوذ.
وهذا ما كان






