"هل تم إقبار مهرجان العنب؟" سؤال يتردد على ألسنة العديد من أبناء جماعة شراط وسكان إقليم بنسليمان، ممن كانوا يجدون في هذه التظاهرة السنوية فضاءً للتعريف بمنتوجاتهم الفلاحية من أنواع الكروم، وفرصة للترويح عن النفس بعد موسم فلاحي طويل.
المهرجان كان يُشكل منصة للتعريف بالمنطقة وإبراز مؤهلاتها الفلاحية والسياحية، إلى جانب موروثها الثقافي المتمثل في الفروسية التقليدية (التبوريدة)، مما جعلها وجهة جذابة للمستثمرين في المجالين الفلاحي والسياحي، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين الدار البيضاء والرباط.
لكن منذ النسخة الثانية عشرة، التي نُظمت في غشت 2019، لم تعد فقرات المهرجان حاضرة على أجندة الجماعة. فهل كانت تلك الدورة هي الأخيرة، رغم أن المهرجان كان يُنظم تحت الرعاية المولوية السامية للملك محمد السادس، ويشهد افتتاحه واختتامه شخصيات وازنة، من فنانين ورياضيين وسفراء، فضلاً عن خبراء زراعة الكروم من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا؟
يعود الفضل في إطلاق مهرجان العنب إلى القيادي السياسي والصحفي الراحل أحمد الزيدي، الذي أسسه سنة 2003 عبر الجمعية المحلية "رواد لتنمية قطاع العنب"، بالشراكة مع عدد من فلاحي المنطقة. وعلى مدى سنوات، ظل المهرجان حدثًا وطنيًا بارزًا في مجال زراعة الكروم، وموعدًا لتعزيز الشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري وجمعية رواد، في إطار دعم زراعة العنب كأحد أعمدة التنمية المحلية، تماشيًا مع أهداف مخطط المغرب الأخضر الذي أطلقه الملك محمد السادس في أبريل 2008.
كما كان المهرجان مناسبة للفلاحين من مختلف ربوع المملكة لتبادل الخبرات حول تقنيات زراعة العنب، واكتشاف المنتوجات الفلاحية الأخرى التي تزخر بها المنطقة. ومع غياب دوراته الأخيرة، يبقى السؤال مطروحًا: هل فقدت شراط أحد أبرز عناوينها التنموية أم أن المهرجان سيعود إلى الحياة من جديد؟






