في أول تصريح لوزير الصحة الأمريكي قال وبكل اختصار ووضوح ما يلي :
1 ندفع في الرعاية الصحية تكلفة تبلغ ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما تدفعه دول أوروبية مقارنة بعدد السكان . ( يقصد ألمانيا... )، غير أن نظامهم الصحي أكثر خدمة وجودة من نظامنا،
2 هناك ثمانية من كل عشرة أطفال أمريكين غير مؤهلين للخدمة العسكرية،
3 انخفظ لدى المراهقين عدد الحيونات المنوية إلى 52 في المئة وقد تبين ان هذا الانخفاض بما عليه الرجال يمثل نصف المراهقين في المجتمع الامريكي.
4 نسبة السكان المرضى عالية جدا مقارنة بكثير من الدول أقل انفاقا،
5 بعد 65 سنة يدخل نصف هذه الفئة العمرية حالة اكتئاب أو تظهر أعراضها،
هكذا يتحدث وزير الصحة الأمريكي، وبهذه القسوة والصراحة عن نظام بلاده الصحي، ويسعى للبحث عن حلول جادة معقولة،
عندنا مقاربة أخرى اسمها:
1 تصفية الحسابات قبل الانتخابات، والبحث عن كبش فداء فهو أسهل إنجاز وتستهلكه العامة بامتياز،
2 اختزال المشكلة في شخص أو شخصين وليس في النسق أو المنظومة ككل، لأن هذا لا يتطلب إلا توقيع، بينما الآخر يحتاج كفاءة سياسية ومراجعة شجاعة ومقاومة لوبيات مفترسة،
3 التذاكي في الإخراج المسرحي لقرارات لن تغير إلا القليل، لأن المشكلة مركبة ومتعددة واللوبيات الخفية أكثر من أن تحصى أو تحاصر، ولكن سيكولوجية الجماهير يناسبها هذا الإخراج،
4 الوزير الأمريكي عبر عن الإرادة السياسية، أما عندنا فيعبرون عن الإرادة الديماغوجية،
5 الملفات السياسية حين يعجز أصحابها يحولونها الى ملفات تقنية ويختزلونها في طلاء جدران الإدارات، بينما هناك نظام من الفوضى الموازية للنظام المكتوب في الأوراق والقوانين المنظمة للمؤسسات،
ملحوظة
هناك فرق بين مناصب وزارية وحوادث سير سياسية، الذين وصلوا بحوادث السير هم جزء من المشكلة، عاجزون عن بناء الحل.
لا أنخدع من زمان ببدلة زرقاء وربطة عنق حمراء، فما تحت الجبة الا الفراغ واحيانا العدمية،
الجميع يعرف الركوب في السيارة الفاخرة وإخراج اليد من النافذة، ولكن القليل ممن يستطيع إنقاذ الصحة العمومية من الانهيار، ومن الحكامة إذا ابتليتم فاستتروا، وإن كان هذا الحال لا يعرفه المراهقون في السياسة.






