كل منتقد لحزب أخنوش وكل تعليق أو ملاحظة على الأداء العام الرسمي لتجربة الحكومة التي يقودها بشكل سيئ حزب أحرار أخنوش،
هو في نظر المتخيل الجمعي لكوادر الحزب ينتمي إلى "شعب الجراثيم".
وبطبيعة الحال، هناك "شعب البندير" الذي يندرج في إطار صنف وصفه كبير حزب الأحرار بالمواطنين "الفرحانين" نتيجة الزلزال.
ولِمَ لا أن نصف خروج المواطنين بجماعة آيت بوكماز وأكادير وتيزنيت وغيرها من المدن التي تسجل يوميًا حركات احتجاجية جراء تردي خدمات صحية أو إدارية أو شطط في استعمال السلطة هنا أو هناك، بأنه دليل على زمن التغوّل الذي يراهن فقط على شراء فقر وعوز الناس، ويراهن على قتل الإحساس بقوة الصوت الانتخابي كسلاح جماهيري شعبي سلمي في يد كل مواطن ومواطنة يمكن من خلاله تغيير الوضع وتغيير وجوه البؤس وغلاء المعيشة.
"شعب الجراثيم" كوصف اختارته النائبة البرلمانية عن حزب أخنوش لتصف به منتقدي لونها السياسي الأزرق الفاتح وحمامته الزرقاء التي لن تجد مثيلًا لها بين الحمام المغربي الذي يملأ الساحات العمومية ويقف بشموخ على الأسلاك الكهربائية بألوانه الذهبية أو السوداء الداكنة أو البيضاء الفاتحة.
ولكن لن تجد حمامًا أزرق، اللهم إن كان ينتمي لفصيل من صنف الطيور النادرة المنقرضة.
"شعب الجراثيم" وسكان مواقع التواصل الاجتماعي هذه المواقع الافتراضية اليوم، التي تحولت معها المعلومة إلى شيء في المتناول بسرعة الضوء، وتحولت معها الأحداث إلى أشياء روتينية يتشاركها ملايين المتابعين والمشاهدين.
هذه الآليات التواصلية التي تم توظيف قدرتها العجيبة إبان موجة الربيع العربي التي استطاعت زعزعة أنظمة وديكتاتوريات من على عروشها، فسقطت سقوطًا مدويًا تداوله سكان مواقع التواصل وهم يتناولون كأس شاي أو قهوة في مقهى الحي.
"شعب الجراثيم" سيدتي النائبة هو من تعدّون له العدة بالمال أملًا في أن يبيعكم زمنًا حكوميًا آخر.
هو نفس الشعب الذي هجره حزبك بعدما ركب على موجة إغلاق قوس سياسي جاء في سياق إقليمي ودولي معين.
إياك سيدتي أن تستهيني بشعب الجراثيم، فهو الذي يحيط بالمدن ويسكن القرى والدواوير ويشكل أحزمة من الدور السكنية أقرب إلى دور الصفيح منها إلى منازل سكنية تستجيب لمعايير السعادة التي تراجع فيها ترتيبنا العالمي بمعدلات مخيفة فقط خلال تدبير رئيس حزبك للشأن الحكومي.
شعب الجراثيم يمتلك ذاكرة قوية، نعم هو خليط من حجافل الفقراء الذين صرّح وزير لكم سابقًا بالقضاء على الفقر.
وهو خليط من شباب حالم بمغادرة البلاد جراء مثل هذا التصريف الخطابي الذي تمارسينه كنائبة برلمانية لها مقعد في مجلس يقال إنه يمثل الأمة.
هو أيضًا خليط من نساء ورجال يكافحون ليل نهار من أجل ضمان لقمة عيش لعائلاتهم التي تقتسم ما كتبه الله من رزق.
شعب الجراثيم وسكان مواقع التواصل الاجتماعي هزموكم في الشوط الأول من السجال السياسي الذي افتتحه رئيسك في الحزب منذ ظهوره المتلفز، مرورًا بجميع محطاتكم التواصلية المدفوعة أجر الحضور بشكل مسبق.
يكفيك سيدتي أن تراجعي آلاف التعليقات حتى على الصفحة الرسمية للحزب.
من المؤشرات الدالة على حصد الفشل هو انحطاط الخطاب السياسي للفاعل السياسي، المفترض فيه قراءة السياقات والأحداث بشكل مختلف ورزين.
لكن اطمئني سيدتي النائبة الجميلة،
فشعب الجراثيم وسكان مواقع التواصل الاجتماعي فرحانين هم كذلك بالحالة التي وصلتم إليها أنتم،
شعب الانتهازيين الجدد.






