لم يعد سليمان الريسوني بحاجة إلى من يفنده أو يفضحه، فقد تكفّل بنفسه بمهام التعري والانكشاف.
كل جملة يتفوه بها لا تعكس سوى غرقه في مستنقع أخلاقي وفكري آسن، يفضحه قبل أن ينال من غيره.
هذا المتسخ، الذي باع ما تبقى له من مهنة الصحافة في مزبلة العسكر، لم يعد يحمل من صفة "الاستقلالية" سوى عزلته، ومن مهنة الصحافة غير قلم مأجور يكتب بلغة السباب والابتذال.
"هو صورة مشوهة لكائن فقد احترامه لذاته قبل أن يفقد احترام الناس له".
خطابه اليوم ليس سوى ارتجاف يائس لاسم انطفأ، وثرثرة غلمان أدمنوا الإسفاف حتى صاروا أسرى بذيء الكلام ورخيص المواقف. والواقع أن الريسوني لم يسقط وحسب، بل اختار أن يتدحرج في هاوية بلا قرار، ليصبح عنوانا للخيبة والانحدار.
تدويناته الساقطة شهادة على انحداره الأخلاقي قبل المهني، آخر تدويناته ليست استثناء، بل استمرار لمسار طويل من الانحطاط.
عوض النقد أو التحليل يختار دائما لغة السوق والسباب، موجّها سهامه إلى كل ماهو مغربي، ومقحما القضية الفلسطينية بأسلوب رخيص يسيء إليها أكثر مما يخدمها.
فهل الدفاع عن فلسطين يمر عبر سبّ وطنه ومؤسساته؟
أم أن "الشمكار" لم يعد يملك من الخطاب السياسي سوى الانفعال والابتذال؟
المعضلة أن الريسوني لا يقدّم نفسه كصحافي ساقط فحسب، بل كـ"شمكار"!!
غير أن كلامه البذيء لم ينتمي يوما إلى حقل السياسة الشريفة، بل امتدادا لدعاية خارجية تستهدف المغرب في رموزه ومؤسساته.
إن مهاجمة الملكية المغربية، التي شكّلت عبر التاريخ صمام أمان للوحدة والاستقرار، ليست رأيا حرا بل خيانة مقنّعة.
سليمان الريسوني نموذج صارخ حالة لمسترزق منبوذ مهنيا، ساقط أخلاقيا، ومرتهن سياسيا.
وإذا كان يظن أن بذاءته قادرة على تشويه صورة وطنه، فإن الحقيقة أن المغرب أكبر من كل محاولاته، وأقوى من أن يهزه كلام سوقي ينم عن رداءة في الفكر والأخلاق.






