أكّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الخميس، أن المقاربة النسوية في السياسة الخارجية للمملكة المغربية تشكّل نتيجة طبيعية لمسار وطني طويل، لا رجعة فيه، تقوده وتوجهه رؤية الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش.
وجاء ذلك في كلمة الوزير خلال الاجتماع الذي انعقد على هامش الأسبوع الرفيع المستوى للدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول موضوع: النساء يصنعن السلام في زمن الأزمات والنزاعات المسلحة؛ كيف يمكن للمقاربات النسوية في السياسة الخارجية أن تُسهم في تعزيز حفظ وبناء السلام".
وأكد الوزير أن هذا التوجه يعكس الإصلاحات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز وضع المرأة من خلال الدستور ومدونة الأسرة، مشيراً إلى أن الملك محمد السادس قد دعا إلى إصلاح جديد لمدونة الأسرة بهدف ترسيخ المكتسبات وتعزيز المساواة الفعلية.
وأبرز بوريطة أن هذه الإصلاحات تتجسد اليوم في الحضور القوي للنساء في الدبلوماسية المغربية، حيث تشكل النساء 48% من إجمالي الموظفين، و49% من المناصب القيادية في الإدارة المركزية، و21% من السفراء، بما في ذلك في المناصب الاستراتيجية، فضلاً عن 40% من النساء اللواتي يتولين قيادة القنصليات العامة.
وأوضح الوزير أن النزاعات المتزايدة والأزمات العالمية تستدعي إعادة النظر في طرق وأدوات حفظ السلام وبناء السلام، بحيث لا يمكن تحقيقها بفعالية دون أخذ وجهات نظر النساء بعين الاعتبار. وأكد أن هذا النهج لا يُعتبر تنازلاً، بل هو تصحيح ضروري يعكس الواقع الفعلي للعالم اليوم.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى التزامات المملكة في تعزيز مشاركة النساء في عمليات حفظ السلام، بدءاً من زيادة عدد النساء في وحدات حفظ السلام، وصولاً إلى تعزيز مشاركتهن في الهياكل القيادية وهيئات اتخاذ القرار. كما شدّد على أهمية تدريب وتمكين الوسيطات من النساء في هذا المجال، إضافة إلى تعزيز سياسة "عدم التسامح" مطلقاً مع العنف ضد النساء، والعمل على تمكينهن من لعب دور أكبر في الوقاية من التطرف العنيف وتعزيز ثقافة السلام.
وأشار بوريطة إلى أن انضمام المغرب إلى مبادرة "FFP+" هذا العام يأتي تزامناً مع الذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن رقم 1325، والذكرى الثلاثين لإعلان بكين، معتبراً أن هذا الانضمام يعكس عزم المغرب على تقديم وجهة نظر الجنوب العالمي، ويؤكد إيمان المملكة بأن النضال من أجل المساواة هو نضال عالمي وغير قابل للتجزئة.






