هنأت مؤسسة الفقيه التطواني المدرسين والمدرسة، ممن حملوا مشعل المعرفة، وصانوا شعلة القيم، وكانوا، وسيظلون، العصب الحي في معركة بناء الإنسان المغربي، وصياغة مغرب اليوم، وغد الأجيال القادمة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، مؤكدة التزامها بمواصلة جهودها في تكريم الفاعل التربوي، والنهوض بالفكر التربوي.
ونبهت المؤسسة في بلاغ، إلى أن هذا اليوم لا يُحتفى به بقدر ما يُستحضر فيه المعنى العميق للرسالة التربوية. رسالة تتجاوز حدود التلقين لتلامس جوهر الوجود الإنساني، وتغرس في الناشئة روح النقد، والحرية، والانتماء، والالتزام.
وجاء في نص البلاغ، توصلت به "كفى بريس" أن الفيلسوف والروائي ألبير كامو، كتب في رسالة مؤثرة إلى معلمه "لويس جرمان"، بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب سنة 1957، يقول: "بدونك، بدون ذاك القلب الكريم، وذاك اليد الممدودة، وذاك الإيمان بما هو صواب، لما كنت شيئاً مما أصبحت عليه اليوم."
واعتبرت المؤسسة أنها شهادة تؤكد أن المدرس لا يصنع فقط عقول التلاميذ، بل يبعث فيهم المعنى، ويصقل وجدانهم، ويزرع فيهم قيماً تبقى حتى بعد أن تُنسى الدروس.
وقد قال الفيلسوف جان جاك روسو: "المعلم الجيد هو من يجعل التلميذ يتعلم كيف يفكر، لا ما يفكر."
وهو ما يلتقي تماماً مع رؤية المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس الذي أكد غير ما مرة في خطاباته السامية على مركزية إصلاح التعليم وربط هذا الإصلاح بـ"تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وضمان تكافؤ الفرص، وتحفيز الكفاءات الوطنية."
وفي خطاب العرش لسنة 2018، شدد الملك على ضرورة "العناية الخاصة بأوضاع رجال ونساء التعليم، ورد الاعتبار لهم، وتوفير الظروف الكفيلة بتحفيزهم والرفع من أدائهم."
وأكدت مؤسسة الفقيه التطواني، التزامها بمواصلة جهودها في تكريم الفاعل التربوي، والنهوض بالفكر التربوي، والدفاع عن مكانة المدرسة العمومية، باعتبارها الحاضنة الأساسية لقيم المواطنة، والعقلانية، والنهضة الوطنية.
ولعلّ الاحتفال الحقيقي بالمدرس هو في تمكينه من أدوات الكرامة: من تكوين مستمر، واعتراف مجتمعي، ووضعية مهنية تليق بعظم المهمة التي يؤديها.
تحية إجلال وإكبار لكل من اختار أن يكون منارة في درب التكوين، وأن يحمل في قلبه وعقله همّ الأجيال المقبلة.
فلنقف جميعاً، أفراداً ومؤسسات، إلى جانب المدرسة والمدرس، حتى نكسب رهان مغرب جديد، يليق بطموحات شبابه، وتطلعات أمته تحت القيادة المتبصرة للملك محمد السادس.






