قضايا

سناء الرحيمي ودموع الحكومة

المصطفى كنيت

مقابل الثناء، والإشادة بالجرأة والمهنية التي أدارت بها الزميلة الصحفية سناء الرحيمي حلقة خاصة باحتجاجات "جيل Z"، على القناة الثانية "دوزيم"، واستضافت فيها كاتبًا للدولة وأستاذًا لعلم الاجتماع وصحفيًا ينتمي لهذا الجيل، والتي امتلكت فيها الرحيمي الشجاعة الأدبية الكافية لتصرح أمام الرأي العام أن الصحافيين لا ينبغي أن يكونوا رهن إشارة الوزراء فقط خلال التدشينات، بل أيضًا خلال الاحتجاجات.

مقابل ذلك، هناك من لم تعجبه الطريقة التي تحكمت بها سناء الرحيمي في مفاصل اللقاء، حيث انحازت إلى المهنية، وراجحت كفة الواقع والوقائع، ووضعت الأصبع على الجرح... رغم أن حكومتنا أشبه في هذه الظروف بـ"راس الأقرع فين ما ضربتيه أسيل دمو"، وهناك من اختار أن تكون مهمته هي مسح دموع الحكومة، رغم أنها مجرد دموع تماسيح، عوض مسح دموع المواطنين، الذين لا يبكون فقط أمام أبواب المستشفيات، بل يموتون بداخلها من شدة الإهمال.

لكن يبدو أن النقاش في وسائل الإعلام العمومية أصبح مزعجًا للحكومة، وخرج عن قبضتها، ولم يعد يرضخ لرغباتها، خاصة بعد المرور السيء لبعض أعضاء الحكومة، الذي كان أحيانًا مستفزًا، وأحيانًا مُبررًا، وأحيانًا تائهًا وخارج جبة التضامن الحكومي.

الأكيد أن العيون جفاها النوم، وأن عودة الإعلام الحكومي إلى ساحة النقاش، من خلال هذا الانفتاح المحمود، في هذه الظرفية، هو أشد إيلامًا للذين لا يجدون ما يخاطبون به المغاربة، بعد أن فضحت أرقام التقارير الرسمية حقيقة المنجزات التي لم تتحقق.