بعد صمت القبور كعلامة لازمت حكومة أخنوش لسنوات خلت. وبعد تبعات الإستفتاء الشعبي الذي قاده جيل المستقبل حاملا ناقوس الخطر منبها إلى الأوضاع الكارثية التي أضحى عليها قطاع الصحة والتعليم لتتوسع دائرة المطالب الإجتماعية بحكم أن صرخة جيل زيد هي تعبير جماعي مسموع لفيئات عريضة من الشعب المغربي.
الحكومة بلسان رئيسها وناطقها الرسمي وعدد من الوجوه التي تسبح في محيط المركب المصالحي لعزيز أخنوش ،كانت بالأمس القريب تتعامل بعجرفة وتنطع مع كل مظاهر الإنتقاد الموجه للأداء العام للحكومة .
حتى من داخل المؤسسة التشريعية، فإن الأصوات التي لم يتم تتطويعها داخل مربع السلطة والمال، على قلتها لم تسلم من رشقات كتائب التنمر وتلتبخيس من طرف الآلة الدعائية المسنودة بالمال كذرع واقي لأخنوش من أي انتقاد أو تعبير يخالف خطاب الفرح وتصوير البؤس وتعاسة الناس كأنها إنجاز لا يفقه فك طلاسم فهمه إلا الراسخون في عسل أكوا وماروكو مول وغاز أفريقيا.
إنفلات خروج جيل زيد من بين هذا الطوق الإسمنتي الذي وصلت به العنجهية إلى حد التهديد العلني بحلول الكارثة إن لم يتم التجديد لولاية أخرى لأخنوش. هذا الإنفلات الشبابي بالرغم من محاولات شيطنته وبالرغم من محاولات خدش صور تعبيراته الحظارية بإنزلاقات ليس لمن قام بها أي علاقة بمنهجية هذا الشباب .
فإن حركة جيل زيد أخرجت الحكومة من حجر سباتها وزعزعت كيان من اعتقد أن بمقدوره شراء صمت شعب .
وأخرس ألسنة طالما نعتت هذا الشعب أو جزء منه بالجراثيم والمشوشين .
خرج وزراء الحكومة بعد تردد وبعد محاولة لاسترداد التوازن في محاولة لتبرير الفشل معتمدين على لغة خشبية لا تخلوا من تهديدات مبطنة للأن الأصل في هذه الحكومة هي النظرة الفوقية للشعب
عادة الحياة للإعلام العمومي في محاولة للتتفيس عما يخالج طموحات الشباب .
فشرعت الأبواب أمام طيف من الشباب قدم صورة متقدمة جدآ عن خطاب الوزراء .الشباب اليوم لا أعتقده ينتظر خطابات منمقة من هذا الوزير أو ذاك .ولا أعتقده ينتظر تنظيم حوار على هذه القناة أو تلك
بوصلة الشباب اليوم تنتظر خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة التشريعية ما قبل الأخيرة. لأنهم تيقنوا أن رسالتهم وصلت وأن حناجرهم صدحت بمطلب شعبي كسر جدار صمت مزيف صنعته لغة تواصل حكومي لمدة خمس سنوات خلت .
واليوم تحاول نفس وجوه الحكومة التواطؤ في اغتيال حلم جيل يمثل أمل وغد هذا الوطن .
الحركات الإحتجاجية تنتفظ لتعبر عن ذاتها وهي تمثل ميزان حرارة لوضع معين .
وتخمد في إنتظار وصفة الطبيب التي بإمكانها إزالة دواعي عودة إرتفاع الحرارة للجسم المثقل بالكثير من هموم الحاضر التي تهدد وتورط جيل المستقبل .
هذا الجيل يرفض أن يدفع فاتورة تدبير حكومي سيئ جدآ.






