الحكومة المغربية تتواصل في الدقائق الأخيرة من حياتها
ربما عملا بقاعدة أن تصل متأخرا، خير من أن لا تصل
لكن في قواعد التواصل سواء في المدرسة الفرنسية أو الأنجلوساكسونية أو ابنتهما الكندية؛ أي أحدث مدرسة في التواصل إذا بدأت متأخرا فإنك لن تصل
قدم الإعلام العمومي المغربي سجادات حمراء أمام حكومة عزيز أخنوش، أي لن نزعجك بأي شكل من الأشكال، اشتغلوا ونحن سنتكلم بتقديمكم إلى الرأي العام المغربي، فنحن من نمتلك صناعة الرأي العام المغربي بالكامل
جزء من المواقع الإخبارية المغربية تقع تحت تحكم الحكومة المغربية عبر أدوات الدعم العمومي أو عبر شبكات المصالح المالية للحكومة المغربية وأحزابها
بقيت المنصات التواصلية الاجتماعية بعيدة عن أعين الحكومة المغربية لأن لن تتمكن أن تفرض أي توجيه أو رقابة على هذه المنصات
لم يخطر على بال المتعاقدين في شركات التأثير والاختراق لغرف الاخبار المغربية، مع الحكومة المغربية، ان اليافعين يرتبون لشيء ما في منصة بعيدة عن كل تفكير، متخصصة في ألعاب الفيديو
على امتداد أربع سنوات كاملة
صمتت الحكومة المغربية
من منطلق القوة وأن العمل مستمر وأن الأوراق ماضية وأن الأوراق مرتبة بشكل جيد وأن الحكومة المغربية مسنودة بأغلبية برلمانية مريحة جدااا
في خامس سنة للحكومة المغربية، يظهر جيل احتجاجي لم يتوقع أحد في المغرب خروجه من قمقم عالم الألعاب الإلكترونية
احتجاجات جيل زاد تطالب أساسا بإسقاط الحكومة المغربية
أولا وأخيرا
كيف يمكن للحكومة المغربية ان تتعامل مع هذا الاحتجاج الذي اربك جميع الحسابات في المغرب على بعد أسابيع من افتتاح ملاعب نهائيات كأس إفريقيا للأمم في لعبة كرة القدم في المغرب؟؟؟
خرج وزراء للتواصل، في استوديوهات القنوات العمومية المغربية؛ يستظهرون نا جرى تحفيظهم، يقدمون أرقاما وإحصائيات العام زين، والنجاح الحكومي في حل مشاكل المغرب
البرامج في الاعلام العمومي المغربي بدون تفاعل من الجمهور أي أن التلفزيون العمومي المغربي صامت بدوره، لا تصل ردود الفعل الساخنة من الرأي العام المغربي
تحول الاعلام العمومي المغربي إلى منظف وملمع لصورة الحكومة المغربية، في محاولة الدقائق الأخيرة لإصباغ الوزراء بألوان زاهية
فما الذي حدث؟؟؟
بمجرد إطلالة على منصات التواصل الاجتماعي؛ تسونامي الرفض يضرب المغرب من الرأي العام المغربي الذي يرفض الحكومة المغربية الحالية، وأن تواصل الوزراء والإعلام العمومي المغربي يزيد منسوب الغضب وسط الرأي العام المغربي
ارتفع وعي المغاربة كثيرا في عشر سنوات، عبر تكوين ذاتي وسط ساعات طويلة من الارتباك بالعالم عبر المنصات الاجتماعية التواصلية بعيدا عن إعلام عمومي لا ينتج إلا لغة الخشب في التواصل ويستعمل مسكنات لا تشمن ولا تغني من جوع لأن التلفزيون لا يشاهد إلا قلة المغاربة
في بوادي وفي مدن المغرب، الكل مرتبط بالنت، يستهلك ما يقع في العالم وما يقع في المغرب، بسرعة كبيرة جداااا
بينما الحكومة المغربية كانت تواصل سياسة العام زين والمغاربة فرحانين والحكومة تهتم بالمغاربة من الولادة إلى الشيخوخة
على امتداد أربع سنوات في عمر الحكومة المغربية الحالية، كان المغاربة عبى منصات التواصل الاجتماعي يضربون الحكومة المغربية بالحجارة الرقمية مرارا وتكرارا، ولكن لم يكن أحد يهتم لما يصدر عن مغاربة المنصات الاجتماعية
على عهد الحكومة المغربية؛ سجل المغرب أطول إضراب في قطاع التعليم العمومي، وفي قطاع طلبة الطب والصيدلة
الحكومة المغربية تقول أن الأمور بخير في خطابها التواصلي حيال ملف إعادة إعمار المناطق المنكوبة بالزلزال، مع التأكيد على ان كل شيء بخير، فيما وكالة إعادة إعمار هذه المناطق لا أحد يعلم عنها إلا قلة معلومات وسط قرار بإبعادها عن المحاسبة
على امتداد سنوات الحكومة المغربية الحالية، أمسى التواصل هو بلاغات تتكون من صور ومن قصاصات وكالة الأنباء المغربية الرسمية، ليتحول الصحافيون المغاربة إلى مجرد منفذين لحملة علاقات عامة أكثر من الصحافة مع إعادة نشر نفس القصاصات
عندما اقتنعت الحكومة المغربية أن الصحافة جرى تنويمها، مرت إلى خطة أخرى باستقدام المؤثرين وصناع المحتوى من الذين انتعشوا في المنصات الاجتماعية التواصلية ليتحولوا إلى ناطقين باسم الحكومة المغربية في قطاعات كثيرة
خرجت وزيرة السياحة المغربية على حسابات الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي لتتحول إلى مؤثرة تتحدث عن إنجازاتها، في سابقة في التواصل الحكومي العمومي تاريخيا في المغرب
عندما لا تعتمد على المتخصصين الحقيقيين في العملية التواصلية، فالنتيجة هي ما وصلت لها حكومة عزيز أخنوش، فلماذا يسبق بتاتا لأي رئيس حكومة في المغرب أن خرج للتحدث مع المغاربة عبر الإعلام العمومي المغربي، في دخول سياسي، قبل أن يتحدث العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الطبقة السياسية في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر في تقليد سياسي مغربي
يخيم العزوف على الانتخابات التشريعية المقبلة، لأن المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي يعتبرون أن لا فائدة بتاتا من الذهاب إلى صناديق التصويت، لأن لا حكومة تستمع لهم، وتخفف عنهم غلاء المعيشة
أثبتت وزراء الحكومة المغربية أنهم يعيشون في زمن التلفزيون العتيق، قبل انهيار جدار برلين وظهور الإنترنت وانتشار المنصات الاجتماعية التواصلية، فيما الرأي العام المغربي ينتج خطابه الخاص الرافض في غياب لمن يتواصل مع المغاربة
أقترح على الحكومة المغربية اعتماد الإنصات أكثر من القول، والانتقال إلى الفعل عوضا عن اللف والدوران في استوديوهات
لقنوات العمومية لأن الزمن في غير صالح الوزراء ولا المغرب






