فن وإعلام

محمد رويشة.....اخترت الفن كيف أواجه هذا العدو، الزمن....!!!

جمال هنية

لكل أغنية قصة، لا أحد يعرف كواليسها سوى المقربين من كاتبها، لكن عندما يسطع نجم الأغنية عاليا في سماء الفن، وتصبح تراثا فنيا، تعرف الحكاية ويبدأ سرد تفاصيلها من جيل إلى جيل....


ارتقى محمد الهواري ....محمد رويشة بالفن الشعبي إلى مرتبة عالية بتطويره أداء الأوتار ليصبح بذلك أداة موسيقية راقية، ناقلا إياه من وسيلة للتكسب في الحافلات والناقلات العمومية والأسواق الشعبية إلى ما وراء الميكروفونات العالمية.


قدَّم رويشة الكثير للأغنية الأمازيغية، ليس فقط بعزفه، لكن في مظاهر حياته، وفي نوع الأغاني التي قدمها وغنى فيها للوطن والأم والانتماء والغربة، وكان يرى أنه يقدم فناً خاصاً به، يعتز به، حتى أنه حين كان يُسأل عن معنى اسمه يقول إن "رويشة اسم مركب من كلمتين بالأمازيغية: "روي" معناه أمزج، و"شة"، تعني "شيئاً"، وأنه كمعنى اسمه يمزج بين أنواع الفنون التي يحبها.


ترك رويشة إرثاً وطنياً خالصاً وكانت أهم الأغنيات التي اشتهر بها هي إيناس إيناس، تلك الأغنية التي اقتبسها من ألحان الأغنية الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم "ياللي رضاك أوهام"...


فكرة القصيدة جاءت من طرف مجموعة من الشباب ينحدرون من منطقة الأطلس المتوسط، يتراوح عددهم ما بين خمسة وستة أشخاص يدرسون بكلية فاس، درسوا الأمازيغية كلغة، وخلال إحدى لقاءاتهم ألفوا قصيدة جماعية تحكي فصولها عن قصة مواطن يعاني من مشاكل اجتماعية كالبطالة والفقر وقلة الحيلة، هذا المواطن يعشق محبوبته ويحلم بأن يفوز بقلبها، إلا أنه لا يستطيع الاقتران بها بسبب عدم امتلاكه للمال الكافي.

وبالتالي بدأ هؤلاء الشباب يكتبون أبيات تلك القصيدة التي مطلعها: « إيناس إيناس مايريخ أثاسيخ إزمان »، بمعنى قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان، « ونا وريوفين مغسيش إون »أ ذتمون »، لم يجد ما يقدمه للحبيب، « إيناس إيناس مايريخ أثاسيخ إزمان « ، قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان، « ورذا يتناقسن تصارث خاس الجيب إخوان »، لا ينقص من كبرياء المرء إلا الفقر..


لنتذكر فقط... المنسيون.