شهد لبنان، مؤخرا، انعقاد لقاء نظمه الحزب السوري القومي الاجتماعي، سعى من خلاله إلى دعم مرتزقة البوليساريو في موقف يسيء إلى المملكة المغربية ووحدة ترابها، علما أن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أكد على موقف بلاده الدائم الداعم لسيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها، وذلك في بلاغ رسمي.
للتذكير، فإن الحزب السوري القومي الاجتماعي، هو حزب قومي يعمل في لبنان وسوريا، وهو يدعو إلى إقامة دولة «الأمة السورية» التي تشمل منطقة الهلال الخصيب وقبرص وشبه جزيرة سيناء وجنوب شرق تركيا، استنادا لما يقوله الحزب إن لها تاريخا مشتركا، وذلك ما يشير إليه في المبدأ الخامس من المادة الثانية لدستور الحزب: «الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية وهي ذات حدود جغرافية تميزها عن سواها تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب، شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، ومن البحر السوري في الغرب، شاملة جزيرة قبرص، إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق، ويعبر عنها بلفظ عام: الهلال الخصيب ونجمته جزيرة قبرص».
إنه حزب يعيش على هاجس حلم إقامة الأمة السورية «السوراقية» مدفوعا في ذلك في إطار جيوسياسة قومية ميتافيزيقية، دون أن يتوفر على تصور عقلاني أوبرنامج عملي، وهو حزب سمته الرئيسية التضارب في الأفكار والرؤى نتيجة غياب إيديولوجية واضحة، لذا بقي حزبا شعبويا فلكلوريا يرتكز على خطاب سياسوي تجعله في تناقض مع مايؤمن به.
إنه يدعو إلى تقسيم التراب الوطني للمملكة المغربية الدولة الأمة ذات التاريخ الحضاري الكبير، وهذا ما يجعله يعاني من ازدواجية المواقف وضعف الذاكرة.
بقي أن نشير إلى أن ذاكرة التاريخ عصية على التحريف، وهي تسجل أن أهم ماميز حرب أكتوبر 1973، هو التجريدة العسكرية المغربية التي حاربت في الجولان والتي بلغ عدد جنودها قرابة ستة آلاف مقاتل وهي تضم خيرة ضباط وجنود القوات المسلحة الملكية المغربية، حيث دافعوا على ما خلناهم أشقاء لنا هناك!
رغم أن التاريخ العسكري يسجل أن مؤامرة حيكت ضد قواتنا وهي في قمة جبل الشيخ حين حلقت الطائرات الإسرائيلية وقامت بقصفها دون أن تكون محمية من الطيران السوري، ما أدى إلى استشهاد العديد من أفراد جيشنا الباسل، حيث دفنوا هناك في مقبرة الشهداء بالقنيطرة.
يقول الرائع باولو كويلو: «الخيانة هي الضربة التي لاتتوقعها»، وما أكثر صدمات الخيانة يابروتوس، لكنا نشهد الدنيا أنا هنا نحيا.