هذه المرة، الفكرة الجديدة هي أنه توجد نسخة ثانية من "لقدجع"، لها اليد الطولى حتى في المنظمة العالمية للملاكمة، وهي من حركت هذه الهيئة و دفعتها لتنظيم ندوة صحفية حول موضوع إيمان خليف... الذكر / الأنثى...
شخصيا، باستثناء مرة واحدة، لم أكتب عن الموضوع وحاولت أن لا أغرق فيه وفي السجال الخاوي الذي خلقه، لأنني مقتنع أنه موضوع تافه جدا، كتفاهة العقل السياسي في دولة الجوار الشرقي ...
بالتالي، أنا لا يهمني أن يكون/تكون إيمان خليف ذكر أو أنثى ... في النهاية، الموضوع يتعلق بمواطن/مواطنة، ما يميزه/يميزها هي أنه/أنها "حازق/حازقة" اجتماعيا واقتصاديا، وهمه/همها، الأول والمشروع بشكل لا نقاش فيه، هو محاربة فقر أسرته/أسرتها، و إنقاذ نفسه/نفسها من التهميش ومن غياب مقومات تحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي في مجتمع جزائري يعاني من نفس المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها غالبية بلدان إفريقيا والعالم الثالث (اقتصاد متذبذب / تنمية هزيلة / تتافسية ضعيفة / بطالة مرتفعة خاصة في وسط الشباب / فساد تدبيري شائع / غياب الشفافية و انتشار الفساد ... ) ...
ومن هذا المنطلق، أن يفوز / تفوز إيمان بميدالية ذهبية هو أمر يسعده / يسعدها ... و يسعد الرأي العام الجزائري... لكن ذلك "الإنجاز" لن يغير في شيء واقع الشباب الجزائري، ولا واقع الاقتصاد و الرياضة في ذلك البلد الغارق في اللامعنى، و المفروض فيه على الشباب أن يعيشوا في بحر من الأوهام، بسبب تعنت النظام ورفضه تغيير عقليته المبنية، بشكل حصري، على العداء للمغرب والمغاربة، عوض التركيز على التنمية والتعاون جنوب جنوب، و فتح الباب أمام المجتمع ليعبر بحرية عن أجمل ما فيه ويصنع مستقبله ...
حتى تكون الأمور واضحة... ما يهمني هو ما يمس وطني في المقام الأول ... وفي المجال الرياضي، في سياق الألعاب الأولمبية، ما يهمني هو أن أشارك في نقاش حول واقع الرياضة في بلدي و سبل تطويرها عبر النهوض بحكامة الجامعات الرياضية، وتدبير الإمكانيات العمومية، و تشخيص أسباب النتائج المحصلة ...
أما طبيعة "جنس" مواطن/مواطنة في دولة مجاورة، فليس مهما بالمطلق لنا كمغاربة، لذلك لا يجب أن نرد على إعلام البؤس الاستخباراتي. ويكفي أن الموضوع تختلف بشأنه المنظمة العالمية للملاكمة التي تقول أن إيمان ولدت ذكر X Y تبعا لتحليلات مختبرية تم إجراءها، و بين اللجنة الأولمبية الدولية التي تقول أن إيمان ولدت أنثى ...
أما أنا / نحن .... إذا فاز/فازت إيمان خليف، سكون سعداء لأن ذلك يعني أنه / أنها يتقدم / تتقدم في طريق تحقيق انتصار على "الحزقة" والفقر والتهميش، في مسار حياة صعبة ومعقدة ... وذلك أمر نفرح له ونشجع كل من يحقق، عبر الرياضة أو عبر غيرها من المجالات المشروعة، النجاح والتفوق، كيفما كان جنس المعني به / بها، وكيف ما كانت جنسيته / جنسيتها، من باب الأخلاق و قيم الإنسانية التي نؤمن بها...
للإشارة، إيمان خليف سيلعب / ستلعب مساء اليوم الثلاثاء، مباراة نصف النهاية، أمام ملاكم / ملاكمة من التايلاند، أعتقد أنه / أنها، أيضا، في قلب نفس الجدل حول طبيعة جنسه / جنسها ... ويبدو، هو / هي، أيضا، من فئة "الحازقين" في شرق آسيا ...
اللقاء سيكون قويا، و سيمكننا من معرفة هل ينتصر / تنتصر الملاكم/ الملاكمة الجزائري / الجزائرية، عندما تكون شروط المنافسة متكافئة أم لا ؟؟
من الناحية الرياضية، الموضوع يغري بالمتابعة ... ومن فاز سنكون سعداء لأنه ابتعد عن "المحزوقية" على رأي أحد مواطنينا من سكان الجنوب الشرقي الغالي والطيب أهله ...