ازاح البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، غيمة الإشاعة التي تحوم حول اللقاح الصيني ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك عبر مجموعة من الراهين والأدلة العلمية الدامغة.

واكد البروفيسور، في مداخلة له بعنوان "اللقاح ضد كوفيد 19 في مواجهة الشائعات"، ألقاها الأحد في المؤتمر السابع للجمعية المغربية للأخصائيين الحاصلين على دبلوم في داء السكري والتغدية والتربية العلاجية والذي نظم خلال الفترة الممتدة من 25 الى 29 نونبر 2020، على أن اللقاح الصيني فعال وآمن بالاستناد الى نتائج التجارب السريرية .

وأوضح البروفيسور، ان اللقاح يتكون من نسخة من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد ، تسمى "الحمض النووي المرسال mRNA والذي يعمل على برمجة خلايا الشخص لإنتاج نسخ من الفيروس،التي تقوم بإطلاق إنذارات في جهاز المناعة وتحفزه على الدفاع في حالة محاولة الفيروس الهجوم .

وشدد بوصفيحة، على أن عدم ثقة البعض في اللقاحات بشكل عام وليس التلقيح ضد فيروس كورونا، ساهم ويساهم في انتشار "المغالطات والشائعات " مشيرا الى أن مجموعة من الدراسات والأبحاث سبق لها وأن حملت التلقيح مسؤولية التسبب في أمراض في إشارة واضحة الى دراسة سابقة أنجزها طبيب باحث في فرنسا تؤكد أن التلقيح الخاص بالتهاب الكبد الفيروسي يؤدي إلى التصلب اللويحي، وهو ماساهم في انتشار المغالطات والمزاعم الزائفة .

وأبرز الأستاذ والخبير في علم المناعة أن هذه المغالطات تنتشر في ظل غياب مبررات علمية، وترفع من نسبة عدم الثقة في التلقيح ضد فيروس كورونا.

وتابع البروفيسور بوصفيحة توضيحاته العلمية، مشيرا إلى أمر أساسي وهو أن" التلقيح هو الوسيلة العلمية الوحيدة والفعالة للقضاء على الوباء، والخروج من الأزمة وأنه لحد الساعة لا يوجد دواء فعال للقضاء على الفيروس".

وأضاف الخبير، أن استراتيجية التلقيح ضد فيروس كورونا أصبح أمرا وطنيا، وان الخطة الوطنية للتلقيح يسهر على تنفيذها وبشكل مباشر الملك محمد السادس، مشددا على أن اللقاح الصيني آمن وفعال، وأن التجارب السريرية في مراحلها الثلاث أثبتت سلامة وفعالية اللقاح وأن نتائج البحوث والدراسات المرتبطة باللقاح الصيني منشورة في المجلات العلمية العالمية عكس ما يتم الترويج له .

وعمل الخبير في علم المناعة خلال محاضرته، على تفنيد "المغالطات" السبع والتي اعتبرها غير علمية خاصة ما يتعلق بسرعة اللقاح، وبانه لا حاجة لنا باللقاح لكونه يتغير ويتحول وان الأجسام المضادة تختفي .وبأن اللقاح الصيني غير آمن ويعدل الجينوم البشري، وبكون الصين لم تنشر بعد نتائج الدراسات والأبحاث.

وإعتبر الخبير ما يروج مجرد "تضليل وكذب وشعودة"، مؤكدا أن المختبرات العالمية انكبت وخاصة فايزر ومنذ ظهور متلازمة الجهاز التنفسي الحاد "سارس "عام 2002 على إنتاج لقاح ضد هذا الفيروس، وهي الأبحاث التي ساعدت الى جانب التطور التكنولوجي ومعرفة الحامض النووي للفيروس الصين في التوصل في ظرف ثمانية أشهر للقاح ضد الفيروس بدل ثماني سنوات التي يستغرقها عادة اكتشاف اللقاحات، وهو ما يفسر انتشار الشائعات والحملات المشككة في جدوى اللقاح .

ولفت البروفيسور بوصفيحة، إلى "اننا في حالة حرب والسلاح الوحيد للانتصار على الفيروس هو اللقاح، فالفيروس خطير وخطير جدا فتك بالعديد من الأحبة وخلف عددا من الإصابات وأرسل الكثيرين الى الانعاش،واللقاح الصيني آمن و يعد من احسن اللقاحات التي ستمكننا ان شاء الله من القضاء على الوباء".

وقال البروفيسور في ختام محاضرته، إن اللقاح الصيني مر بتجارب موسعة على عشرات الآلاف من الأشخاص، لم تظهر عليهم اثار جانبية، وان اللقاح المطور من طرف المختبر الصيني ابان عن درجة فعالية عالية، ما يشجع المغاربة على التطعيم ضد فيروس كورونا، وان المغرب بحنكة الملك محمد السادس قادر على تنظيم وانجاح حملة تلقيح بهذا الحجم، خاصة وأنه نجح في في تلقيح 1117900 طفل ضد الحصبة سنة 2013 في ظرف ثلاثة أسابيع فقط، والتي شملت الفئة العمرية مابين 9 اشهر و19 سنة وذلك في إطار البرنامج الوطني للتمنيع.