أربعة وزراء تحملوا مسؤولية الاتصال أعرفهم جيدا.. واحدا واحدا
أجمعوا على أن مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة غير دستوري . وبصرف النظر عن التجربة السياسية والخلفية الفكرية والمرجعية الإيديولوجية ومجال تخصص كل وزير من الناحية الأكاديمية ، فإن العدد وحده كاف للتوجس من المشروع سالف وسيء الذكر .
فهل يعني هذا أن السيد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل الذي ذهب بعيدا في أحلامه وتطلعاته السياسية والشخصية وقراءته للحقل الاعلامي ، أعمق وأشمل وأكثر دراية وإلماما بهذا الحقل ، والأقدر على اجتراح المبادرات وربما المعجزات والفتوحات التاريخية مسنودا ومعضدا "بقوى" إعلامية أصبحت ضاربة ومؤثرة بمنطق الوزير بنسعيد و منطق من تحالف معهم ؟
ما يعيشه قطاع الصحافة اليوم من متاعب وصعوبات واختلالات وانحرافات وتشوهات يقتضي التحلي بخصال الحكمة والتعقل والتوازن ومراعاة المصلحة الوطنية والالتزام الأخلاقي، بإنصاف الصحافة الجادة والمسؤولة والمهنية ، وعدم الانجرار وراء سرديات معلومة، أصبحت توزع صكوك الغفران والوطنية ، وتتهم بشكل فج ومردود منابر وصحافيين بالعمالة والتخوين وخدمة أجندة خارجية .
ربما يعتقد جزء من المؤسسات الاعلامية، أنه تماهى مع الدولة وأصبح ناطقا باسمها وأنه هو من يدرك مقاصدها ، ويتكهن بما يحمله المستقبل وبما يستقر في الأذهان . وأنه الأذكى والأقدر على خوض المعارك المصيرية، والإنخراط بحماسة منقطعة النظير في حروب مقدسة لتصفية القطاع وتجريفه وإطفاء ماتبقى من وهج وألق.






