خابت معها الظنون وساءت الأمور. ويبدو أن الأرض بدأت تسخن أكثر من ذي قبل.
لم يكن المشروع حلما، وإنما كان قراءة عميقة لفكر نير وعقل مؤطر ومنظم.
وكان مرفوقا بحماس غير متقطع، يصبو إلى توفير مستلزمات عمل وتدقيق في توقع فرص لإنجاحه.
ويبدو أن بريق الأمل أخذ في الخفوت، والتوهج بدأ في الذبول والاختفاء عن الوجوه.
فالمشروع واقعيا يعلن عن إرجاء تحققه إلى زمن لاحق، وما من استعداد سوى للدخول في أنفاق من جديد.
وبعد إهدار الفرص والإمعان في ارتكاب الأخطاء، ها هو الجميع يُلْقَى به في قلب تعاسة ورعب. وثمة إشكاليات كبيرة وكثيرة يعرفها الوضع الحالي.
فانهيار قيم وخراب مجتمع وضعف نفوس تضع الجميع أمام امتحان وجود،
والدمقرطة والتحديث يصعب توطينهما أو انتظامهما في الظروف الحالية.
والإحساس بالخيبة والإحباط يغذيه مجتمع غير مؤهل لقبول فعل سياسي عقلاني ومعتدل،
والتنافسية المبتذلة أضعفت القوى السياسية فأضحت غير مؤهلة لممارسة الفعل الديمقراطي والتنموي،
وغياب المؤسسات عن ضبط ومراقبة الأسواق والعلاقات والتفاعلات يقوي مناحي انهيار ما تبقى من بنيات في الأمد المنظور.
لذلك، يعيش الكثير من الناس على وقع تفكير وارتباك، ورغبة في طرد الصور المفزعة والتوقعات المقلقة.






