رغم أن الإعلام العمومي استضاف، هذه الأيام، الكثير من الوزراء ومن المسؤولين الحكوميين..
ورغم أن معظم هؤلاء الوزراء ينتمون إلى حزب الأحرار أو إلى الأحزاب الحليفة..
ورغم أن صحافيي الإعلام العمومي كانوا في المستوى المطلوب و "داروا مزيان" مع الوزراء ومع الضيوف الحكوميين ولا يطرحون عليهم إلا أسئلة بسيطة وربما متفق عليها مسبقا وتشبه مثل هذا السؤال:
"السيد الوزير، ما هو اللون المفضل عندك؟
ورغم أن الإعلام العمومي لا يستضيف، إلى حد الآن، كبار الصحافيين المستقلين ولا كبار الزعماء في أحزاب المعارضة..
رغم كل هذا، إلا أن السيد أخنوش ومن معه لم يعجبهم الحال وقرروا، دفعة واحدة، أن يهاجموا الإعلام العمومي حتى أنهم اتهموا صحافييه بـ"الشعبوية" وبـ"أنهم غير مهنيين"..
ماذا يعني هذا؟
هذا معناه أن رئيسنا في الحكومة لا يريد إعلاما عموميا يقوم بعمله لخدمة المغرب ولخدمة قضايا المغرب ولخدمة المغاربة..
والواقع أن الرجل يريد ربما إعلاما عموميا مفصلا على المقاس ويشتغل تحت إمرته كما لو أن هذا الإعلام العمومي امتداد لديوانه..
وهذا هو "الانفلات" بعينه..
وأكيد أن مثل هذه "النزعات التحكمية" وغيرها هي التي أخرجت "شباب Z" إلى الشارع وربما كادت أن تحرق كل شيء في البلد..
روى لي بعض الأصدقاء في هذا المنحى كيف أن رئيس الحكومة أربك البرمجة بالقناة الثانية في آخر خرجة إعلامية التي قال فيها "إن المغاربة كلهم فرحانين"..
ففي الوقت الذي برمجت القناة الثانية حوار رئيس الحكومة في توقيت معين، فجأة تغير هذا التوقيت في آخر لحظة..
حصل هذا فقط لأن محيط أخنوش قام ببعض "المونتاج" وحذف مقاطع وأضاف أخرى في هذا الحوار حتى لا يخرج "مشوها" كما ولدته أمه..
صراحة، ليس عندنا رئيس حكومة ولا حكومة ولا ناطق باسمها ولا هم يحزنون..
والحقيقة أن عندنا "تجارا" و"خبراء حقيقيين" في اعتراض الصفقات العمومية ليس إلا..






