قضايا

أي معنى لرفع شعار "على الأندية التاريخية أن تبني ملاعبها الخاصة"؟

محمد زمان (صحفي رياضي)

في ظرف حساس ودقيق يمر به وطننا، وهو أحوج ما يكون إلى خطاب رصين ودعوات صادقة تصون أمنه واستقراره، تطفو إلى السطح أصوات نشاز محسوبة على المجال الرياضي، تُوجّه ضربات عميقة لكل خطاب توعوي مسؤول.

أي معنى لرفع شعار "على الأندية التاريخية أن تبني ملاعبها الخاصة"؟

ولماذا يُطرح هذا المطلب في هذا التوقيت تحديداً؟

وهل تمتلك هذه الأندية الإمكانات المالية واللوجيستيكية لبناء ملاعب بمعايير حديثة؟

هناك ما يسمى بالعدالة المجالية، وهو مطلب مشروع تتبناه قوى حية في البلاد، ويعني ببساطة أن التنمية والبنيات التحتية يجب أن تشمل جميع ربوع المملكة دون تمييز أو انتقاء. فلماذا تُطالب بعض الفرق في مدن معينة بتحمل ما هو من صميم اختصاص الدولة؟ أليس المال العام هو الذي يُموِّل هذه المشاريع؟ أليست الدولة هي الجهة المعنية بالتشييد والتخطيط والإنجاز؟

مثل هذه الطروحات لا تخدم الصالح العام، بل تُسهم في خلق احتقان مفتعل، وتغذي صراعات بين الجماهير لا مبرر لها، وتزرع بذور الفتنة في فضاء يفترض أن يكون موحداً وداعماً للمصلحة الوطنية.

لذلك، من الواجب التصدي لمثل هذه الأصوات التي تنطق خارج منطق القانون وروح العدالة التي ننشدها جميعاً لوطننا العزيز. الوطن اليوم يحتاج إلى خطاب مسؤول يوحّد ولا يفرّق، ويُعلي من شأن المصلحة العامة على حساب المزايدات الفارغة.