سياسة واقتصاد

ابن كيران وجيل "Z"

نور الدين اليزيد (صحفي)

هذه كلمات خفيفات على اللسان لكنها ثقيلات في الميزان، خاصة عندما يكون اللسان لسان رجل دولة ورئيس حكومة سابق، وزعيم حزب واجبٌ عليه التحلي بأقصى درجات التحفظ!

ماذا يعني أن يعترف ويقر عبد الإله ابن كيران بأن حزبه هو سبب خروج الاحتجاجات الشبابية مؤخرا في إطار مايسمى حركة "جيل زد"، وحرفيا قال ابن كيران: "نحن السبب في "جيل زد" من خلال معارضتنا وبياناتنا…"؟ هذا يعني بلا أدنى شك، أن حزب "بيجيدي" مع حراك هذه الحركة، وهذا ليس عيبا طبعا، مادامت الحركة على الأقل في بدايات احتجاجاتها رفعت شعارات ومطالب معقولة يرفعها جل المغاربة إن لم يكن كلهم، من قبيل العدالة الاجتماعية والحق في تعليم ناجع وصحة جيدة، قبل أن تزيغ الاحتجاجات عن مسارها الاجتماعي وتتبنى مطالب تتماهى مع أعداء الوطن، بل وتتخذ بعض احتجاجاتها طابعا عنيفا اضطرّت القوات العمومية في بعض المواقع إلى استعمال السلاح الوظيفي للدفاع عن النفس؛ ولكن العيب الأكبر هو عندما تصل الحركة إلى ما وصلت إليه ولو أنها توارت مؤخرا إلى الخلف لأسباب عدة، منها ما سلف، ومنها انفضاض عديد من القيادات من حولها للأسباب الآنفة ولأسباب أخرى. ويصر مع ذلك بنكيران وحزبه على التباهي بأنهم هم من كانوا سبب بروزها/ إخراجها!

هذه العلاقة السببية تؤكد أولا، الروايات التي صدرت هنا وهناك من مراقبين، والعبد الضعيف هذا من بينهم، بأن حركة "جيل زد" في الغالب كانت تضم قيادات شبابية من "بيجيدي" "الضلعاء" جدا في العمل التجييشي الإلكتروني، وهذا على ما يبدو يكاد يتأكد اليوم وعلى لسان زعيم الحزب، بحيث يوشك المريب أن يقول خذوني بهذه التصريحات!

وثانيا من خلال التبني المبدئي للحركة الاحتجاجية، فإن حزب ابن كيران يشهرها تلميحا وتصريحا كورقة لابتزاز الدولة وحتى لتهديدها، بأنه قادر على تجييش الشارع، تماما كما فعل مع "جيل زد""!

وثالثا وهذا هو الأخطر، فإن بيجيدي الذي يرفع شعار سلمية الاحتجاجات والعمل السياسي من داخل المؤسسات لا يزال لا يجد حرجا في تبني نشاط حركة والتنويه بها رغم ضلوع أعضاء تابعين لها في أعمال تخريب وجنايات، بل وتورط الحركة في شبهة تبني أجندات أعداء خارجيين من خلال العمل على إفشال تظاهرات رياضية التزمت مؤسسات الدولة مع تنظيمات قارية ودولية بشأنها، وضخت من أجلها أموال استثمارية طائلة ! الرجوع لله يا هاد الناس..