فن وإعلام

لماذا نحب المبدع ميتا؟

إلهام زويريق

موت كاتب أو مبدع ما هو الشرارة الوحيدة القادرة على  تذكيرنا بأنه كان هنا، يقاوم ذاكرته على الورق، بينما هو في الحقيقة كان في حياته يواجه الإهمال واللامبلاة.

إن الأمم لا تقاس بعدد بناياتها بل بعدد كتابها التي تحسن رعايتهم الجهات الوصية على الثقافة وهم أحياء، لا حين يتحولون إلى خبر كان.

فما قيمة نعي كاتب ؟ وما جدوى رثاء لم يسبقه اعتراف؟

 الكاتب في حياته كان يريد لحظة اعتراف، كلمة تقدير وهو يحرس اللغة  ويقاوم اللامبلاة على أوراقه، الكاتب في حياته يحتاج التكريم وهم ينتج قبل أن يحمل على نعشه.

سؤال أخلاقي قبل أن يكون ثقافيا:

لماذا لا نتذكر مبدعينا إلا حين يغيبون؟

ولماذا لانحتفي بهم في حياتهم بدل البكاء عليهم عند الموت؟

وفاة القاص حسن الرموثي أعاد إلي هاته الأسئلة التي تؤرقني كلما رأيت خبر نعي كاتب مغربي جمعني معه حب الحرف.  

وها نحن ننتظر موت مبدع آخر حتى ننعيه على صفحاتنا 

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.