في براغماتية الدولة وإيجابيتها في إدارة الأزمة :
وإذا كان للمثقف المتحدث ، وفق كل المرجعيات سلفية أو تقدمية / أصولية أو لائكية ، صوت شجاع في رفض دفوع الطرف الأخر ؛ فإن الدولة تفكر خارج نظائم هذين الطرفين وبهما معا في الوقت ذاته من منطلق حسن إدارة الأزمة لصالح منطق التوافقات الضامنة لاستمرارية السلم المجتمعي في انتظار نضج كل الشروط الذاتية والموضوعية ذلك أن الدولة امتداد لتوازنات المجتمع ولمنسوب ثقة نخبه .
في صلابة شرعية عقل الدولة :
أعتبر أن إمارة المؤمنين صمام أمان هذا الوطن ، فهي التي تحمي الإسلاميين من تغول العلمانيين الذين ( جدلا ) يجارون تطلعات العالم حقوقيا ضمن الشرعية الديموقراطية ضد خصوصيات المجتمع ولتقليم أظافر " الرجعية " . وهي نفسها التي تحمي العلمانيين من تغول الإسلاميين الذين ( جدلا ) يوظفون الله وشرعية المقدس التيولوجي من أجل محاصرة العقل والحرية باسم الخصوصية العقدية ولتكسير أجنحة " الإلحادية " . ولولا هذه الشرعية الدينية التي تحضى بها الملكية لَتعمق مورد النزاع لدرجة " الحرب " بين أبناء الدار . فهل نسي الفصيل العلماني أن الدين من أسس شرعية الدولة وبالتالي لن تسمح بتجاوزه كمعطى حاسم في إدارتها للنزاع ؟! أم هل نسي الفصيل الإسلامي أن الديموقراطية وحقوق الإنسان من أسس شرعية الدولة التي نصت على سمو الشُّرعة الدولية لحقوق الإنسان في تصدير دستور 2011 ؟!
في مشروعية الملكية في حلحلة مورد النزاع :
إن أهم ما يميز المغرب ، في نظري ، هو قدرة عبقرية الملكية الدستورية - الديموقراطية - الإجتماعية - البرلمانية على ضبط دقة التوازنات بميزان بيض النمل ، وأنا هنا لست أنصب نفسي محاميا شرسا عن الدولة ، لكنني ، بشكل ما ، دارس جيد لسوسيولوجيا الإصلاح ولتاريخية تداولية المفهوم منذ قرنين من الزمان على أقل تقدير بما يجعلني أزعم أن الدولة لن تُجاري هوس النزاع بين طرفي المعادلة إلا بإيجابية التحكيم المخولة دستوريا للملكية الدستورية - الديموقراطية - الإجتماعية - البرلمانية كصمّام أمان هذا الشعب والضامنة لوحدته وانسجامه وفق مختلف المرجعيات دون استخفاف ودون غلو وبحكمة وذكاء لصالح كل الأطراف كمشترك إنساني ترعاه الملكية بقوة وباحترافية في إدارة موارد النزاع لصالح المجتمع قبل كل الأطراف .
وعليه ختاما من ضروريات صون المشترك الإنساني للمغاربة الثقة الثابثة في الملكية لكون مصلحة المجتمع الفضلى قوام تفكيرها شرعا ودستوريا من أجل مصالح العباد والبلاد ؛ أفلا يتقون ؟!