عرفت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة حملة تضامن واسعة تحت وسم #العدالة_لغيثة، بعد تداول تفاصيل حادث مأساوي تعرضت له طفلة صغيرة على شاطئ دار بوعزة.
وعبر مغاربة السوشيل ميديا، من مختلف الفئات، عن صدمتهم وغضبهم من الحادث، مطالبين بتحقيق العدالة ومعاقبة المسؤول عن دهس الطفلة غيثة، وسط دعوات لوقف مظاهر التسيب والإفلات من العقاب، خاصة حينما يرتبط الأمر بأرواح الأبرياء.
وفي هذا الصدد كتبت الناشطة الإعلامية سهام محمدي على حسابها الفيسبوكي: "في لحظة كان من المفترض أن تكون نزهة عائلية هادئة بشاطئ سيدي رحال، تحوّلت الحياة إلى كابوس".
وتابعت: "غيثة، طفلة كانت تلهو وسط العائلات، قبل أن تدهسها سيارة رباعية الدفع يقودها شاب متهور قرر أن يجعل من الشاطئ ساحة استعراض، بلا رخصة، بلا وعي، وبلا إحساس بالناس من حوله....".
واستطردت:" لكن الأصعب من الحادث، هو ما سمعه والد غيثة بعدها... أحد أفراد عائلة السائق اقترب منه وقال له، بلا خجل: "حنا عندنا الفلوس..." وكأن المال صار جوابًا أمام الألم، كأنه صار بطاقة إعفاء من المسؤولية...".
وختمت تدوينتها بـ:" الأب المكلوم، وهو يرى ابنته بين الحياة والموت، لم يصرخ ولم يشتم، لم يتوعد... بل قال ببساطة تقطع القلب: "بغيت غير العدالة لابنتي." الله يحد الباس..."
تفاصيل الحادث
في صباح يوم صيفي بشاطئ دار بوعزة، كانت الطفلة غيثة (4 سنوات) تلهو على الرمال إلى جانب والدها، الذي كان يحفر لها حفرة صغيرة كما يفعل كثير من الآباء. غاب الأب للحظات لجلب الماء، وعاد ليجد ابنته مضرجة في دمائها، بعد أن دهستها سيارة رباعية الدفع كانت تجر دراجة مائية (جيت سكي) بسرعة داخل الشاطئ.
وتم نقل الطفلة في حالة حرجة إلى مصحة خاصة، حيث كشفت الفحوصات الطبية عن كسور عميقة في الجمجمة وإصابات خطيرة في الرأس، استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً. حالتها لا تزال حرجة، والعائلة تعيش في قلق دائم بين الحياة والموت.
صدمة مضاعفة
لكن المأساة لم تتوقف عند الإصابات الجسدية. فبحسب تصريح الأب، أحد أفراد عائلة السائق المتسبب في الحادث قال له مباشرة بعد الواقعة: "حنا عندنا الفلوس"، في إشارة مستفزة إلى القدرة على الإفلات من العقاب. هذه العبارة أشعلت غضباً واسعاً على مواقع التواصل، واعتُبرت إهانة للأب وتحقيراً لمعاناة الأسرة وللعدالة.