فن وإعلام

الشيخ القارئ الطيب كحل العيون.... حلاوة الصوت و نداوته

كفى بريس ( متابعة)

منذ فجر الإسلام، اتخذت المملكة المغربية مكانة مرموقة كمركز لعلوم القرآن الكريم وتلاوته، حيث أخرجت على مدار تاريخها الحضاري كوكبة من كبار القراء الذين أبهروا العالم بجمال أصواتهم وإتقانهم للتلاوة وخشوعهم في أداء آيات الله تعالى، حيث تميزت التلاوة المغربية بدقة أحكام التجويد، والتغني بالقرآن وفقاً لمقامات النغم العربية، وإجادة العديد من القراءات بأحكامها.

 

لم تُصنع هذه السُمعة بالأصوات الجميلة فقط وإنما بإجادة الأداء وسلاسة الانتقال بين المقامات، وقواعد صارمة للاعتراف بجدارة حامل لقب "قارئ قرآن".

....

 

يعتبر القارئ الشيخ الطيب كحل العيون من مشاهير القراء المغاربة القدامى الذين تميزوا بالأداء المغربي الأصيل. ورث حلاوة الصوت عن والده الذي كان محبوبا لدى السلطان عبد الحفيظ بن الحسن العلوي....

 

تابع الشيخ الطيب دراسته بالمغرب و مصر و تخرج من جامعة القاهرة و من مدرسة ابن يوسف الشهيرة بمراكش و من دار الحديث الحسنية بالرباط. حيث يتميز الشيخ بحلاوة الصوت و نداوته و يدرك العارفون قدرته على التلوين و التنغيم و المزج بين الصيغتين المغربية و المشرقية، و لعل ذلك يرجع إلى السنوات التي قضاها طالبا للعلم في مصر و بالتحديد في القاهرة التي كانت تعج آنذاك بمشاهير القراء و في مقدمتهم الشيوخ: مصطفى اسماعيل و محمد صديق المنشاوي و محمود خليل الحصري و كامل يوسف البهتيمي و محمود علي البنا و غيرهم.

 

اختاره الملك الراحل الحسن الثاني  ليسجل المصحف الكامل المرتل في إطار ما يعرف بالمسيرة القرآنية التي كانت تذاع كل سنة خلال شهر رمضان على أمواج الإذاعة و شاشات التلفزة بمعدل حزبين كل يوم....

 

لنتذكر فقط الشيخ القارئ الطيب كحل العيون.... روحنا قرآن روح.