وأنا كنطالع مشاهد من الزيارة التفقدية لمستشفى "سانية الرمل" فتطوان وكنشوف التغطية الصحفية وبعض ردود الفعل الغاضبة للمواطنين أتساءل: واش المراقبة هي تصوير الكولوارات؟
وعلاش حتى واحد ماكيطرح الأسئلة الحقيقية والكل يكتفي بالموال الكلاسيكي ديال الموظفين مابغاوش يخدموا..
للعلم فهاد المستشفى كنعرفو مزيان بحكم دوزت فيه عام كطبيبة داخلية سنة 2011، وأنا كنظن أنه مازال كيتخبط فنفس النوعية دالمشاكل..
وأنا شخصيا كوكنت صحفية، فأول سؤال غنطرحو فكل سبيطار مشيتلو فالمغرب هو شحال كاين دالأطباء فكل مصلحة..
وعوض مانبقا نصور الزليج والدهاليز، فغندخل للمصالح الطبية ونوري للمواطن الحجم ديالها الحقيقي وحالتها وعدد الأسرة فيها، باش نتصدموا مجموعين..
وهادشي كنظن كافي باش نحصلوا على بوادر الإجابة وخارطة الطريق لحل 80% من المشاكل..
فكيف يعقل مدينة كتطوان مثلا اللي كتستقبل المرضى من الحمامة البيضاء ونواحيها ومن شفشاون ووزان، ناهيك عن المغرب كامل فالصيف، فيها قسم إنعاش داير بحال القفص بعدد أسرة محسوب على رؤوس الأصابع ؟
وبلا الحديث عن مصلحة طب الأطفال، اللي كنا إذا دخلنا بينا غير جوج دلأطباء المتدربين مع الطبيب الرئيسي، ماكيبقاش الهوا كيدوز..
فديك الوقت، كان عدد أطباء الأطفال ماكيتجاوزش جوج والإنعاش جوج أو 3، وكانت جميع الاختصاصات الطبية مجموعة فطبقة والجراحية فطبقة أخرى.. أما عدد الأسرة فكارثي..
وكنظن أنه حاليا ورغم مرور 14 سنة وتنامي المدينة وارتفاع عدد سكان المنطقة، فالأرقام رجعات أسوأ بكثير بسبب نزيف الأطر الطبية المقصود..
وبما أننا كنا كنتكلفوا بالحراسات فقسم المستعجلات، فكنا كلما كنبغيوا نحيلوا شي طفل لقسم الأطفال أو مريض حالتو حرجة للإنعاش كنصطدموا بمشكل عدم وجود سرير بسباب ضيق المكان وعدد الأطباء القليل..
والنتيجة إذن هي أنه مهما كانت عندك غيرة على المهنة ديالك ورغم وفاءك للقسم وحرصك على صحة المواطن، كتبقى عاجز فنهاية المطاف وكيبان للمريض بلي نتا ماوفرتيلوش الاستشفاء والرعاية اللازمة.. وكأنك ممكن تهبطلو سرير أو أطباء مختصين من السماء !!
وبالتالي اللي كان كيوقع هو أن المريض والمرافقين ديالو كيدخلوا في نوبات غضب وكيحقدوا عليك حياتهم كاملة وكيبقاوا يحلفوا فيك ولو تشرحلهوم اللي كاين.. وكيبقاوا يقولوا الطبا ولاد الحرام مابغاوش يداويوني..
وقس على ذلك في قسم الأشعة تماك بحيث كاينين جوج أطباء فقط حسب علمي، وبالتالي كيفاش كتوقعوا مواعيد الفحوص والسكانيرات غتكون.. وملي نحلو هاد المعضلة عاد نهضروا على الرنين المغناطيسي..
وهذا نفس المشكل اللي اضطرنا أننا نغادروا القطاع العام فالحسيمة، خاصة ملي بقينا غير جوج طبيبات لأننا كنا عرضة كل يوم للاعتداءات اللفظية التي تكاد تصبح جسدية مهما ضحينا أو خدمنا بسبب قصور العرض أمام الطلب وبالتالي طول مواعيد الفحوص المتزايد، خاصة في ظل تحريض المرضى من طرف عناصر موالية للمسؤولين فالإدارة.. الشيء اللي خلا حياتنا تكون في خطر ومابقاش عندنا حل من غير الرحيل..
الآن كيفاش غنتظروا أن مستشفى التخصصات الجديد فتطوان ملي غيتفتح غيخدم بشكل فعال، إذا كان السبيطار القديم على صغره فيه كل هاد الإشكالات واللي عنوانها الأبرز هو الخصاص.. ولنا في تجربة الحسيمة خير مثال مابين مستشفى محمد الخامس والسادس..
وما حد ماجاوب حتى واحد على هاد التساؤلات، خاصة وأن هاد الحالة عامة في المغرب كامل وهي القاعدة وليس الاستثناء، بل يعتبر الواقع أبشع بكثير فعدد من المناطق.. فأنا كنقولكوم بلي هاد الخرجات غتبقى عقيمة ومجرد "شو" إعلامي..
ب.س: ماكرهتش الإخوة الصحفيين اللي ماتابعينش لقنوات الصرف الصحي يورويني كيفاش نحصل على بطاقة الصحفي باش نقدر نكمل الكلام عن الشأن الصحي بأريحية، وذلك من منظور المواطن والموظف (الطبيب والممرض والتقني) وليس المسؤول أو المتفرج غير المطلع، مع التغطية الحقيقية والموضوعية، أي من دون لغة خشب وبلا انحياز للحكومة.. را شلا مايتقال وانا قلبي عامر..
خوتي الأطباء، صمتكم المطبق في ظل هاد الظرفية مخزي ولا يشرف المهنة.. ديروا شي حركة.






