وأضاف بونغ جون هو، رئيس لجنة تحكيم هذه الدورة، الذي حل ضيفا على فقرة “حوارات”، أن مستوى الأفلام المنتقاة هذا العام كان مرتفعا بشكل خاص، ما جعل “عمل اللجنة أكثر صعوبة”.
وبالعودة إلى علاقته بالسينما خلال شبابه، ذكر بأنه خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حين كان طالبا، كانت الصناعة السينمائية الكورية تمر بمرحلة صعبة، بعيدة عن الدينامية التي تعرفها اليوم، موضحا أنه نشأ على مشاهدة الأفلام الأميركية والأوروبية التي كانت تعرض على التلفزيون.
وأشار إلى أن التحول حدث في التسعينيات، حين بدأت نوادي السينما في الازدهار، وصار الشباب يقتنون الأفلام، وينشئون مجلات، وينظمون العروض السينمائية. وفي هذا السياق، التقى عددا من المخرجين الذين سيصبحون لاحقا من أبرز رموز السينما الكورية.
وتحدث عن فيلمه “ذكريات قاتل” (2003)، موضحا أن السيناريو مستوحى من قضية حقيقية لقاتل لم يعتقل آنذاك، ومؤكدا أن “الكوميديا لم تكن مقصودة”، لكن “عبثية المواقف جعلت الطابع الكوميدي يظهر بشكل طبيعي”.
أما بخصوص فيلمه “طفيلي” (2019)، فكشف أن الفكرة جاءت من تجربة شخصية، لافتا إلى أن المنزل الذي تجري فيه معظم الأحداث يلعب دورا محوريا ويعد “شخصية حقيقية” يشكل فضاء لأكثر من 60 في المئة من الفيلم.
وأوضح أن هذا الديكور صمم خصيصا ليخدم متطلبات الإخراج، مضيفا أنه كان يتصور البنية المعمارية للمنزل منذ المراحل الأولى لكتابة السيناريو.
ولد بونغ جون هو في دايجون (كوريا) سنة 1969، ويعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين. ويشكل فيلمه الأخير “ميكي 17″، الذي صدر في بداية هذا العام، عمله الروائي الثامن، بعد أفلام بارزة مثل: “كلب ينبح” (2000)، “ذكريات قاتل” (2003)، “الطائف” (2006), “الأم” (2009)، “سنو بيرسر: محطم الجليد” (2013)، “أوكجا” (2017)، و”طفيلي” (2019)، الذي حصد السعفة الذهبية إضافة إلى أوسكار أفضل فيلم.
وشارك إلى جانب بونغ جون هو في دورة 2025 من برنامج “حوارات” شخصيات تعد من الأكثر إلهاما في السينما العالمية، من بينها المخرج والسيناريست والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، الحاصل على ثلاثة جوائز أوسكار (اثنتان عن “شكل الماء” وواحدة عن “بينوكيو غييرمو دل تورو”)، والممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر، الفائزة بجائزتي أوسكار لأفضل ممثلة (“المتهمون”، “صمت الحملان”).






