تصوروا .. أساتذة منخرطين كليا في مشروع مدارس الريادة. ضحوا بوقتهم وجهدهم ومالهم وأوقات فراغهم للإسهام في إنجاحه ولم تستفد مؤسساتهم بالمنحة ، كيف لهم أن ينهوا عملهم؟ كيف سيتابعون إعداد الخطاطات ؟ وماذا سيفعلون بالملف التراكمي ؟ وفي ماذا ستنفعهم تلك التكوينات في عز فصل الصيف و بعد البيڤي؟
المفتش الذي سيزور مؤسسات غير ممنوحة ، ماذا سيطلب من الأساتذة ؟ وهل له الجرأة على المطالبة بأي شيء ؟ وهل سيجد أصلا أحدا مهتما بإنجاح المشروع ؟
هناك أقاليم كلها لم تنل الشارة، وهنا أتحدث تحديدا عن إقليم مدينتي سيدي بنور ،هل من المنطقي أن إقليم بمدينته ودواويره و مداشره و قراه كلها "فاشلة"؟ هل يمكن أن نتخيل أن إقليما بأسره غبي؟ ولا مدرسة تستجيب للشروط؟ كما لو أن هذا الإقليم يعيش أوضاعا استثنائية صعبة.. أزمات.. ؟ مالكم كيف تحكمون ؟
ولماذا يستفيد المفتشون والمسؤولون في المديريات من تعويضات مدارس الريادة ، إن كان كل أساتذة الإقليم أغبياء و مؤسساته فاشلة !!!!!! هل من المنطقي أن يحرم الأستاذ و المدير من المنحة لأن المؤسسة لا ترقى لمستوى الشارة فيما مفتش المدرسة نفسها ينال المنحة ؟؟!!
من سيعوض الأستاذ الذي يسهر الليل لتحميل الدروس من إنترنت البيت ويطبع من ماله ويؤدي الواجبات من رزق أبنائه، إذا كانت المؤسسة، فعلا، لا تستجيب للمعايير؟
هل الأساتذة الذين يعتزمون الانخراط مستقبلا في المشروع ،هل سيتحفزون لذلك؟ هل هناك من سيساهم في تراكم تعويضات غيره وهو يخرج ب0 درهم ؟
من هذا العبقري الذي نشر اللائحة في منتصف الموسم الدراسي ؟ هل هناك عاقل سيواصل، الآن، العمل بعزيمة ورغبة ؟
ليس يستقيم الحال بهكذا قرارات ، أنتم، بهذا الواقع، تساهمون في إفشال المشروع من خلال ضرب أعمدة المشروع الصلبة وركائزه ، وتساهمون بقصد أو عن غير قصد في الزج بمستقبل أجيال نحو المجهول بمشروع.. الله وحده يعلم كيف ستكون نهايته!






